responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 110
ب «الانصار» : [سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت] فأجاب محمد [بعد أن تلا القرآن ورغّب في الاسلام] : «أبايعكم على ان تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأولادكم.»
عندئذ مدّ زعيمهم، البراء بن معرور، يده إلى الرسول وبايعه على ذلك قائلا: «بايعنا رسول الله، [فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر] » . حتى إذا تم ذلك [وفرغوا من البيعة، قال لهم النبي: «أخرجوا لي منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم بما فيهم كفلاء. فاختار القوم تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس، فقال النبي لهؤلاء النقباء: «أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم، وأنا كفيل على قومي.
وكانت بيعتهم الثانية هذه أن قالوا: «بايعنا على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وان نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.» ]
فواضح اذن أن الرسول إنما توجّه إلى المدينة بدعوة من اهلها أنفسهم. وكان مألوفا في بلاد العرب، كلما انضمّ عضو من قبيلة ما إلى قبيلة أخرى أن يأخذ أفراد القبيلة الأخيرة على أنفسهم عهدا بحمايته، إذ كان العرف يقضي بأن تكون القبيلة مسؤولة عن حماية أبنائها دون غيرهم من الناس. ويستفاد من الحدث الذي وصفنا في السطور السابقة ان الرسول علم علم اليقين، كما علم العباس، ان المكيين لن يدعوه وشأنه حتى في المدينة نفسها. ومن هنا كان لا بدّ من أخذ العهد على «الأنصار» بأن يمنعوا الرسول إذا ما شنّ أعداؤه هجوما على المسلمين. وكان هذا التوقع في محلّه، ذلك بأن المكيين كانوا قد قدّموا براهين كافية على خبثهم حين ذهبوا إلى حد تعقّب المهاجرين المسلمين حتى بلاد الحبشة نفسها. وإنما يعرف هذا ببيعة العقبة الثانية، التي تمّت في العام الثاني عشر للدعوة. وإذ أحيط التفاهم الذي تمّ

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست