[خطبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم غداة الفتح]
وفي «صحيح البخاريّ ومسلم» ، أنّه صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ (مكّة) حرّمها الله ولم يحرّمها النّاس، فلا يحلّ لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا له: إنّ الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنّما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلّغ الشّاهد منكم الغائب» [2] .
وفيها-[أي: السّنة الثّامنة]-: كانت غزوة حنين وأوطاس، ثمّ غزوة الطائف، ووفد هوازن، وعمرة الجعرانة، ومولد إبراهيم، وكسوف الشّمس.
[غزوة حنين]
أمّا غزوة حنين: فإنّه صلى الله عليه وسلم لمّا فرغ من الفتح بلغه أنّ هوازن أقبلت لحربه في أربعة آلاف، عليهم مالك بن عوف النّصريّ- بمعجمة- فأجمع صلى الله عليه وسلم على المسير إليهم، وأرسل إلى صفوان بن أميّة ليستعير منه السّلاح، وكان صفوان لمّا عرض عليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم الإسلام، قال: أمهلني شهرا أرى فيه رأيي، قال: «قد أمهلتك أربعة أشهر» ، وكان عنده مئة درع، فقال: أغصبا يا محمّد؟ [1] أخرجه أحمد في «مسنده» ، ج 2/ 11. والتّرمذيّ، برقم (3270) . عن ابن عمر رضي الله عنهما. [2] أخرجه البخاريّ، برقم (1735) . ومسلم برقم (1354/ 446) . عن أبي شريح العدويّ رضي الله عنه.
اسم الکتاب : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار المؤلف : بَحرَق اليمني الجزء : 1 صفحة : 353