اسم الکتاب : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار المؤلف : بَحرَق اليمني الجزء : 1 صفحة : 295
[التقاء الفريقين وهزيمتهم]
فخرج إليهم فلقيهم ب (المريسيع) - وهو ماء لهم من ناحية (قديد) - مصغّرا- أيضا. وهو- أي: قديد- مكان بين (خليص ورابغ) ، بين (مكّة والمدينة) . وخليص على ثلاث مراحل من (مكّة) ، فهزمهم الله، وقتل من قتل منهم، وسبى أولادهم ونساءهم، وغنم أموالهم، واصطفى من سبيهم لنفسه جويرية بنت الحارث المصطلقيّة، أمّ المؤمنين رضي الله عنها.
ولمّا قفل صلى الله عليه وسلم اتّفق في قفوله [حدثان] . أحدهما: نزول سورة المنافقين، وثانيهما: حديث الإفك.
[سبب نزول سورة المنافقين]
أمّا نزول سورة المنافقين: فذلك أنّه ازدحم مهاجريّ وأنصاريّ [1] على الماء، فتداعى الفريقان، فتكاثر المهاجرون على [1] وهما: جهجاه بن مسعود، وسنان بن وبر الجهنيّ. وقد ذكر هنا أنّ غزوة بني المصطلق من أحداث السّنة الرابعة، وقد اختلف فيها اختلافا يسيرا؛ فذكر ابن إسحاق ج 3/ 333: أنّ- غزوة بني المصطلق- وقعت في شعبان سنة ستّ، وذكر البيهقيّ في «دلائل النّبوّة» ، ج 4/ 45: أنّها وقعت في شعبان سنة خمس؛ وقال: هذا أصحّ ممّا روي عن ابن إسحاق أنّ ذلك كان سنة ستّ. وروي أنّ الواقديّ قال: إنّها كانت سنة خمس. والخبر في «طبقات ابن سعد» ، ج 2/ 63- ج 8/ 217. و «تاريخ الطّبري» ، ج 2/ 594. و «عيون الأثر» ، ج 2/ 91. ورجّح الحافظ ابن حجر أنّها كانت سنة خمس في «الفتح» ، ج 7/ 430 قال: قال الحاكم في «الإكليل» : قول عروة وغيره أنّها كانت في سنة خمس أشبه من قول ابن إسحاق. قلت: ويؤيّده ما ثبت في حديث الإفك أنّ سعد بن معاذ تنازع هو وسعد بن عبادة في أصحاب الإفك، فلو كانت المريسيع في شعبان سنة ستّ مع كون الإفك كان فيها لكان ما وقع في الصّحيح من ذكر سعد بن معاذ غلطا، لأنّ سعدا مات أيّام قريظة، وكانت سنة خمس على
اسم الکتاب : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار المؤلف : بَحرَق اليمني الجزء : 1 صفحة : 295