اسم الکتاب : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار المؤلف : بَحرَق اليمني الجزء : 1 صفحة : 144
وروى الإمام مالك في «الموطّأ» ، / عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في غزوة (تبوك) ، فوردنا العين، فوجدناها تبضّ بشيء من ماء مثل الشّراك، فغرفوا منها شيئا في إناء، فغسل به النّبيّ صلى الله عليه وسلم وجهه ويديه، وأعاده فيها، فجرت بماء كثير، له حسّ كحسّ الصّواعق، ثمّ قال: «يوشك أن يكون ما ها هنا جنانا» - أي: بساتين- فكان كذلك [1] .
وأمّا النّوع الثّالث: وهو تكثير الطّعام اليسير ببركته صلى الله عليه وسلم
فكثير أيضا. فمن ذلك:
حديث أنس رضي الله عنه، أنّ أبا طلحة بعثه بأقراص من شعير تحت إبطه، ففتّها صلى الله عليه وسلم وأشبع منها ثمانين رجلا. متّفق عليه [2] .
وحديث جابر رضي الله عنه، أنّه صنع للنّبيّ صلى الله عليه وسلم صاعا من شعير وعناقا، وطلب خامس خمسة، فنادى في أهل (الخندق) ، وكانوا ألفا جياعا، فأكلوا من ذلك كلّهم، حتّى انصرفوا، قال جابر:
وأقسم بالله إنّ برمتنا لتغطّ كما هي، وإنّ عجيننا ليخبز، وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم بصق في البرمة والعجين. متّفق عليه [3] . [1] أخرجه مالك في «الموطّأ» ، كتاب: قصر الصّلاة في السّفر، رقم (2) . ومسلم برقم (706/ 10) . تبضّ: تسيل. الشّراك: سير النّعل، ومعناه: ماء قليل جدّا. [2] أخرجه البخاريّ، برقم (6310) . ومسلم برقم (2040) . [3] أخرجه البخاريّ، برقم (3876) . ومسلم برقم (2039/ 141) . عناق: الأنثى من ولد المعز. البرمة: القدر. برمتنا لتغطّ: إنّ قدرنا ليغلي ويفور من الامتلاء، فيسمع غطيطها، أي: صوت غليانها. الغطيط: صوت النّائم أيضا.
اسم الکتاب : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار المؤلف : بَحرَق اليمني الجزء : 1 صفحة : 144