اسم الکتاب : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار المؤلف : بَحرَق اليمني الجزء : 1 صفحة : 141
حتّى قدمت العير، بعد أن دعا النّبيّ صلى الله عليه وسلم ربّه أن يحبسها له [1] .
وأمّا النّوع الثّاني: وهو نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم،
فالأحاديث فيه كثيرة.
ففي «الصّحيحين» ، عن أنس رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حانت صلاة العصر، فالتمس النّاس الوضوء [2] ، فلم يجدوه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء- وفي رواية: بإناء لا يكاد يغمر أصابعه- فوضع [رسول الله صلى الله عليه وسلم] يده في ذلك الإناء، وأمر النّاس أن يتوضّؤوا منه.
قال: فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه، حتّى توضّؤوا عن آخرهم [3] .
وفي «الصّحيحين» أيضا، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا ماء، فقال [لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم] : «اطلبوا من معه فضل ماء» ، فأتي بقليل ماء فصبّه في إناء، ثمّ وضع كفّه فيه، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم [4] .
فائدة [: في طلبه صلى الله عليه وسلم فضل ماء]
قال العلماء: وإنّما طلب فضل الماء ليكون من باب تكثير القليل، لا من باب الإيجاد من العدم، لئلّا يتوهّم أحد أنّه الموجد للماء. [1] ذكره الزبيدي في «الإتحاف» ، ج 7/ 192، وعزاه لابن بكير في «زيادة المغازي» ، عن ابن إسحاق. [2] الوضوء: (بفتح الواو) : الماء الّذي يتوضّأ به (أنصاريّ) . [3] أخرجه البخاريّ، برقم (3380) . [4] أخرجه البخاريّ، برقم (3386) .
اسم الکتاب : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار المؤلف : بَحرَق اليمني الجزء : 1 صفحة : 141