اسم الکتاب : جوامع السيرة - ط المعارف المؤلف : ابن حزم الجزء : 1 صفحة : 236
غزوة حنين (1)
فلما بلغ فتح مكة هوازن، جمعهم مالك بن عوف النصري، واجتمع إليه ثقيف، وقومه بنو نصر بن معاوية، وبنو جشم، وبنو سعد بن بكر، ويسير من بني هلال بن عامر، ولم يسهد من [قيس عيلان] [2] غير هؤلاء، وغاب عن ذلك عقيل وبشر ابنا كعب بن ربيعة بن عامر، وبنو كلاب بن ربيعة بن عامر، وسائر إخوتهم، فلم يحضرها من كعب وكلاب أحد يذكر، وساق بنو جشم مع أنفسهم شيخهم وكبيرهم وسيدهم فيما خلا: دريد بن الصمة، وهو شيخ كبير لا ينتفع به، لكن يتيمن بمحضره ورأيه، وهو في هودج لضعف جسمه. وكان في ثقيف سيدان لهم، في الأحلاف: قارب بن الأسود بن مسعود بن معتب، وفي بني مالك: ذو الخمار سبيع بن الحارث بن مالك، وأخوه: أحمر بن الحارث. والرياسة في الجميع إلى مالك النصري، فحشد من ذكرنا، وساق مع الكفار أموالهم وماشيتهم ونساءهم وأولادهم، ليحموا بذلك في القتال، فنزلوا بأوطاس.
فقال لهم دريد: مالي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار الشاء [3] فقالوا: ساق مالك مع الناس أموالهم وعيالهم. فقال: أين مالك فقيل له: هو ذا. فسأله دريد: لم فعلت ذلك فقال
(1) انظر الخبر عن حنين في: الواقدي 417، وابن هشام 4: 80ن وابن سعد 2 / 1: 108، والطبري 3: 125، وابن سيد الناس 2: 187، وابن كثير 4: 322، وزاد المعاد 2: 438، والإمتاع: 401، والمواهب 1: 208، وتاريخ الخميس 2: 99، والبخاري 5: 153. [2] زيادة من ابن هشام 4: 80. [3] اليعار: صوت الغنم، وقيل: صوت المعزى.
اسم الکتاب : جوامع السيرة - ط المعارف المؤلف : ابن حزم الجزء : 1 صفحة : 236