responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جوامع السيرة - ط المعارف المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 2
ابن حزم الملل الأخرى، ورآها أضعف من أن تثبت للنقد الصحيح.
غير أن سيرة الرسول ليست جزءاً من النقل فحسب. بل هي صورة عليا من الكمال الإنساني، في نفس ابن حزم، ولذلك لا غرابة في أن يجعل منها موضوعه المحبب، وأن يحاول وضعها للناس وضعاً ميسراً قريباً واضحاً بين الحقائق. وإن الشخصاً يعتقد أن " من أراد خير الآخرة، وحكمة الدنيا، وعدل السيرة، والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها، واستحقاق الفضائل بأسرها، فليقتد بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليعتمد أخلاقه وسيره ما أمكنه " [1] ... لا يسأل كثيراً عن البواعث التي تضاعف عنايته بالسيرة، وتحدوه إلى كتابتها من جديد.
بل الأمر يزيد على كل ما تقدم قوة ورسوخاً، حين نعلم أن سيرة الرسول عند ابتن حزم، دليل من الأدلة الساطعة على ثبوت نبوته. حقاً إن المعجزة من أدلة النبوة، ولكن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة تزيد في قوتها ودلالتها على سائر المعجزات المادية.
يقول ابن حزم: " إن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم لمن تدبرها تقتضي تصديقه ضرورةً، وتشهد له بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً، فلو لم تكن له معجزة غير سيرته صلى الله عليه وسلم لكفى " [2] .
ويوضح أبو محمد رأيه هذا بالأمثلة، فيقول: " وذلك: أنه عليه السلام نشأ كما قلنا في بلاد الجهل، لا يقرأ ولا يكتب، ولا خرج عن تلك البلاد قط إلا خرجتين: إحداهما إلى الشام وهو صبي مع عمه إلى أول أرض الشام ورجع؛ والأخرى أيضاً إلى أول الشام، ولم يطل بها البقاء، ولا فارق قومه قط. ثم أوطأ الله تعالى رقاب العرب كلها، فلم تتغير نفسه، ولا حالت سيرته، إلى أن مات ودرعه مرهونة في شعيرٍ لقوت أهله أصواع ليست بالكثيرة ولم يبيت قط في ملكه دينار ولا درهم، وكان يأكل على الأرض

[1] من رسالته " مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق " - كبعة محمد أدهم الكتبي بمصر ص 13.
[2] الفصل في الملل 2: 90.
باب
نسب [1] رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب واسمه شيبة الحمد بن هاشم، - واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة ابن قصي - واسمه زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركه بن الياس بن مصر بن نزار بن معد بن عدنان.
ههنا انتهى النسب الصحيح الذي لا شك فيه.
وعدنان لا شك من ولد إسماعيل الذبيح رسول الله، بن إبراهيم خليل الله ورسوله، صلى الله على سيدنا محمد، وعليهما وعلى جميع رسله وأنبيائه.
وفي عبد المطلب يجتمع معه عليه السلام: بنو علي، وجعفر، وعقيل بني أبي طالب -، وبنو العباس، وبنو الحارث، وبنو أبي لهب.
وفي عبد مناف يجتمع معه: بنو أمية، وسائر بني عبد شمس، وبنو المطلب، وبنو نوفل.
وفي قصي يجتمع معه: بنو عبد العزي، وبنو عبد الدار، الذين منهم حجبة الكعبة.

[1] انظر نسبه في: ابن هشام 1: 1، ابن سعد 1 / 1: 27، وطبري 2: 172، تهذيب ابن عساكر 1: 277، تلقيح الفهوم: 5، ابن سيد الناس 1: 21، ابن كثير 2: 252 زاد المعاد 1: 28، تهذيب النووى 1: 21، تاريخ الذهبي 1: 18.
اسم الکتاب : جوامع السيرة - ط المعارف المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست