اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الدِّيار بَكْري الجزء : 1 صفحة : 451
وسلم فرآنى قال أفلح الوجه قلت قد قتلته يا رسول الله قال صدقت ثم قام بى وأدخلنى بيته وأعطانى عصا فقال امسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن أنيس قال فخرجت بها على الناس فقالوا ما هذه العصا قلت أعطانيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأمرنى أن أمسكها عندى قالوا أفلا ترجع اليه فتسأله لم ذلك فرجعت فقلت يا رسول الله لم أعطيتنى هذه العصا قال آية بينى وبينك يوم القيامة ان أقل الناس المتخصرون يومئذ فقرنها عبد الله بن أنيس بسيفه فلم تزل معه حتى مات ثم أمر بها فضمت فى كفنه ثم دفنا جميعا* وفى المواهب اللدنية أوردها فى السنة الرابعة وأوردها فى الوفاء فى السنة الخامسة بعد غزوة بنى قريظة وأوردها بعض أهل السير بعد سرية عاصم بن ثابت قال انه يعنى سفيان بن خالد كان سببا لقصة الرجيع وقتل عاصم وأصحابه فتكون سرية عبد الله بن أنيس بعد الرجيع* وفى بعض السير فلما قتله أخذ رأسه وكان يسير بالليل ويتوارى بالنهار فدخل غارا فبعث الله العنكبوت حتى نسجت على فم الغار وأخبر قومه فخرحوا فى طلبه فلم يجدوا فرجعوا فخرج عبد الله حتى قدم المدينة يوم السبت لسبع بقين من المحرم كذا فى المواهب اللدنية والوفاء فقال النبىّ صلّى الله عليه وسلم أفلح الوجه قال أفلح الله وجهك يا رسول الله ووضع رأسه بين يديه وكانت مدة غيبته ثمانية عشر يوما روى ان النبىّ صلّى الله عليه وسلم أعطاه مخصرة وقال تخصر بهذه فى الجنة وكانت المخصرة عنده الى وقت وفاته فلما دنا موته وصى بها أهله حتى لفوها فى كفنه ودفنوها معه وفى القاموس وذو المخصرة عبد الله بن أنيس لانّ النبىّ صلّى الله عليه وسلم أعطاه مخصرة وقال تلقانى بها فى الجنة والمخصرة كالمكنسة ما يتوكأ عليه كالعصا ونحوه وما يأخذه الملك بيده يشير به اذا خاطب والخطيب اذا خطب*
سرية المنذر بن عمرو الى بئر معونة
وفى هذه السنة كانت سرية المنذر بن عمرو الى بئر معونة أوّلها فى المحرم كذا قاله فى الوفاء وقدّمها على سرية الرجيع كما فى المنتقى وأمّا فى المواهب اللدنية فقدّم سرية الرجيع على بئر معونة كما قاله ابن اسحاق والله أعلم وأورد كلتاهما فى صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة على رأس أربعة أشهر من أحد* وفي المواهب اللدنية بئر معونة بفتح الميم وضم المهملة وسكون الواو بعدها نون موضع ببلاد هذيل بين مكة وعسفان وفى معجم ما استعجم ماء لبنى عامر بن صعصعة وفى الاكتفاء وهى بين أرض بنى عامر وحرّة بنى سليم كلا البلدين منها قريب وهى الى حرّة بنى سليم أقرب* وفى الوفاء فى الصحيح من رواية أنس قال انّ النبىّ صلّى الله عليه وسلم أتاه رعل فزعموا انهم قد أسلموا واستمدّوه على قومهم فأمدّهم النبىّ بسبعين من الانصار قال أنس كنا نسميهم القراء وبعث معهم المطلب السلمى ليدلهم على الطريق فانطلقوا بهم حتى اذا بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبنى لحيان* رعل بكسر الراء وسكون المهملة بطن من سليم ينسبون الى رعل بن عوف بن مالك وذكوان بطن من سليم أيضا ينسبون الى ذكوان بن ثعلبة فنسبت اليها الغزوة وهذه الغزوة تعرف بسرية القراء وفى رواية لما أخبره جبريل وجد وجدا شديدا فقنت شهرا وقيل أربعين يوما فى صلاة الغداة وذلك بدء القنوت يدعو على رعل وذكوان وعصية وسائر القبائل فيقول اللهمّ اشدد وطأتك على مضروا جعل عليهم ستين كسنى يوسف اللهم عليك ببنى لحيان ورعل وذكوان وعصية فانهم عصوا الله ورسوله اللهم عليك ببنى لحيان وعضل والقارة وفى بعض الروايات ما يقتضى انّ الذين استمدّوا لم يظهروا الاسلام بل كان بينهم وبين النبىّ عهد وانهم غير الذين قتلوا القراء لكنهم من قومهم وهو الذى فى كتب السير وقد بين ابن اسحاق فى المغازى وكذلك موسى ابن عقبة عن ابن شهاب أسماء الطائفتين وانّ أصحاب العهد هم بنو عامر ورأسهم أبو براء عامر بن مالك ابن جعفر المعروف بملاعب الا سنة والطائفة الاخرى من بنى سليم وان عامر بن أخى ملاعب الاسنة
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الدِّيار بَكْري الجزء : 1 صفحة : 451