responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الدِّيار بَكْري    الجزء : 1  صفحة : 410
وكان أحد بنى عوف لهم من حلفه مثل الذى لهم من عبد الله بن أبى فخلعهم عبادة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ الى الله والى رسوله من حلفهم وقال يا رسول الله أتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم قال ففيه وفى عبد الله بن أبى نزلت القصة من المائدة يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم انّ الله لا يهدى القوم الظالمين فترى الذين فى قلوبهم مرض كعبد الله بن أبى يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة الى قوله فى أنفسهم نادمين ولما سمعوا خبر الاجلاء اغتموا وأتى عبد الله بن أبى برؤسائهم ليشفع لهم عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى أمر الاجلاء أيضا وكان عويمر بن ساعدة العمروى واقفا على الباب فأراد ابن أبى أن يدخل فمنعه عويمر فدفعه ابن أبى وأراد أن يدخل بالعنف فغضب عويمر فدفعه دفعا أصابت منه جبهته الجدار فدميت فلما رأت اليهود ذلك قالوا لابن أبى يا أبا الخباب نحن لا نسكن فى بلد يفعل فيها مثل هذا ولا نقدر على دفعه فرجعوا خائبين فأمر صلّى الله عليه وسلم عبادة بن الصامت باخراجهم فاستمهلوه ثلاثة أيام بامر النبىّ صلّى الله عليه وسلم ثم أخرجهم عن منازلهم وبلغهم الى ذى ناب فذهبوا الى أذرعات من الشام فهلكوا بعد زمان فليل وصارت أموالهم وأسلحتهم غنيمة للمسلمين واصطفى عليه السلام لنفسه صفى المغنم ثلاث قسى يقال لاحداها الكتوم انكسرت يوم احد وللثانية الروحاء وللثالثة البيضاء ودرعين يسمى أحدهما فضة والاخرى السغدية بالسين المهملة والغين المعجمة* قال بعض الحفاظ كانت السغدية درع داود عليه السلام التى لبسها حين قتل جالوت والله أعلم وثلاثة أسياف سيف يقال له قلعى وسيف يدعى البتار وسيف يسمى الحتف وثلاثة ارماح ثم أمر بعزل الخمس وهو أوّل خمس فى الاسلام بعد بدر ووهب منها درعا لمحمد بن مسلمة ودرعا لسعد بن معاذ يدعى سحك وقسم الباقى على أصحابه ثم انصرف الى المدينة
*

غزوة السويق
وفى ذى الحجة من هذه السنة يوم الاحد لخمس خلون منها على رأس اثنين وعشرين شهرا من الهجرة كانت غزوة السويق* وقال ابن اسحاق فى صفر كذا فى المواهب اللدنية* وفى سيرة ابن هشام قال ابن اسحاق ولما رجع من قرقرة الكدر الى المدينة أقام بها بقية شوّال وذا القعدة وفدى فى اقامته تلك جل الاسارى من قريش ثم غزا أبو سفيان بن حرب غزوة السويق فى ذى الحجة وكان أبو سفيان حين رجع الى مكة ورجع فلّ قريش من بدر نذر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا فخرج من مكة فى مائتى راكب من قريش ليبر يمينه فسلك النجدية حتى نزل صدر قناة الى جبل يقال له تيب من المدينة على بريد أو نحوه ثم خرج من الليل حتى أتى بنى النضير تحت الليل فأتى حيى بن أخطب فضرب عليه بابه فأبى أن يفتح له بابه وخافه فانصرف عنه الى سلام بن مشكم وكان سيد بنى النضير فى زمانه ذلك وصاحب كنزهم فاستأذن عليه فأذن له فقراه وسقاه وبطن له من خبر الناس ثم رجع فى عقب ليلته حتى أتى أصحابه فبعث رجالا من قريش فأتوا ناحية منها يقال لها العريض على ثلاثة أميال من المدينة فخرقوا فى صور من نخلب بها ووجدوا رجلا من الانصار وحليفا له فى حرث لهما فقتلوهما ثم انصرفوا راجعين وانذر بهم الناس فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى طلبهم يوم الاحد لخمس خلون من ذى الحجة واستعمل على المدينة أبا لبابة بشر بن عبد المنذر فجعل أبو سفيان وأصحابه يتخففون للهرب والنجاة فيلقون جرب السويق وكانت عامة أزوادهم السويق* قال ابن هشام انما سميت غزوة السويق فيما حدّثنى أبو عبيدة ان أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق فهجم المسلمون على سويق كثير فسميت غزوة السويق فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أن بلغ قرقرة الكدر ففاته أبو سفيان وأصحابه فانصرف راجعا الى المدينة

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الدِّيار بَكْري    الجزء : 1  صفحة : 410
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست