responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الدِّيار بَكْري    الجزء : 1  صفحة : 333
بنى مدلج انى أخاف سفهيكم ... سراقة يستغوى بنصر محمد
عليكم به أن لا يفرق جمعكم ... فيصبح شتى بعد عز وسودد
وسراقة أيضا أنشأ هذين البيتين وبعث بهما الى أبى جهل
أبا حكم واللات ان كنت شاهدا ... لامر جوادى اذ تسيح قوائمه
عجبت ولم تشكك بأن محمدا ... نبى ببرهان فمن ذا يكاتمه

معجزة
وفى الاكتفاء وسراقة بن مالك هذا الذى أظهر الله فيه أثرا من الآثار الشاهدة له عليه الصلاة والسلام بأن الله أطلعه من الغيب فى حياته على ما ظهر مصداقه بعد وفاته وذلك انه روى سفيان بن عيينة عن أبى موسى عن الحسن ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال لسراقة بن مالك كيف بك اذا لبست سوارى كسرى قال فلما أتى عمر بسوارى كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه اياهما وكان سراقة رجلا ازب كثير شعر الساعدين فقال له ارفع يديك فقل الله أكبر الحمد لله الذى سلبهما كسرى بن هرمز الذى كان يقول أنا رب الناس وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم اعرابيا من بنى مدلج ورفع عمر بها صوته*

قصة أم معبد
ومما وقع لهم فى الطريق مرورهم بخيمتى أمّ معبد عاتكة بنت خالد الخزاعية* وفى المشكاة ان النبىّ صلّى الله عليه وسلم لما خرج من مكة مهاجرا الى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبى بكر عامر بن فهيرة ودليلهما عبد الله الليثى مروا على خيمتى أمّ معبد الخزاعية انتهى وكانت بقديد وفى معجم ما استعجم من قديد الى المشلل ثلاثة أميال بينهما خيمتى امّ معبد* وفى خلاصة الوفاء قديد كزبير قرية جامعة بطريق مكة كثيرة المياه وكانت أمّ معبد امرأة برزة جلدة تحتبى بفناء الخيمة تسقى وتطعم فسألوها تمرا ولحما ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فقالت والله لو كان عندنا ما أعوزتكم القرى فنظر رسول الله صلّى الله عليه وسلم الى شاة فى كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا امّ معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال هل بها من لبن قالت هى أجهد من ذلك قال اتأذنين لى أن أحلبها قالت نعم بأبى أنت وأمى ان رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم فمسح بيده المباركة ضرعها وسمى الله عز وجل ودعا لها فى شانها فتفاجت عليه ودرّت واجترت ودعا باناء يريض الرهط فحلب ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم آخرهم ثم أراضوا ثم حلب ثانيا بعد بدء حتى امتلأ الاناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا كذا ذكره البغوى فى شرح السنة وابن عبد البرّ فى الاستيعاب وقال ابن الجوزى فى الوفاء قال لها هات قدحا فجاءت بقدح فحلب فيه حتى امتلأ فأمر أبا بكر ان يشرب فقال ابو بكر بل أنت اشرب يا رسول الله قال ساقى القوم آخرهم شربا فشرب أبو بكر ثم حلب فشرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثم حلب فشربت امّ معبد ثم حلب فقال ارفعى هذا لابى معبد اذا جاءك ثم ركبوا وساروا وقل ما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هز الاضحى مخهنّ قليل فلما رأى ابو معبد اللبن عجب وقال من أين لك هذا اللبن يا امّ معبد والشاء عازب حيال لا حلوب بالبيت قالت لا والله الا أنه مرّ بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال صفيه لى يا امّ معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة ابلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة وفى رواية نحلة ولم تزربه صعلة وفى رواية صقلة وسيم قسيم فى عينيه دعج وفى أشفاره عطف وفى صوته صحل وفى عنقه سطع وفى لحيته كثاثة أزج أقرن ان صمت فعليه الوقار وان تكلم سما وعلاه البهاء أكمل الناس وابهاه من بعيد وأحسنه واعلاه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كانّ منطقه خرزات نظمن يتحدّرن ربعة لا تشنؤه من طول ولا تقتحمه

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الدِّيار بَكْري    الجزء : 1  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست