responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بهجة المحافل وبغية الأماثل المؤلف : العامري الحرضي    الجزء : 1  صفحة : 350
فأتيت النبى صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال كذب من قال ان له أجرين وجمع بين أصبعيه انه لجاهد قل عربي مشى بها مثله وروى ان عليا عليه السلام يومئذ بارز يهوديا مرحبا أو غيره فضرب اليهودى ترس على فطرحه من يده فتناول على بابا كان عند الحصن فتترس به فلم يزل في يده حتى فتح الله عليه قال أبو رافع لقد رأيتني في سبعة نفر أنا منهم نجهد أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه ثم برز بعد مرحب أخوه ياسر يرتجز فخرج اليه الزبير فقالت صفية بنت عبد المطلب أيقتل ابنى يا رسول الله قال ابنك يقتله ان شاء الله تعالى فقتله الزبير قلت في سيرة ابن هشام رواية عن ابن اسحق ان قاتل مرحب محمد بن سلمة الانصارى ولا يصح ذلك فما ثبت في الصحاح أولى والله أعلم فلما أيقن أهل الوطيح والسلام بالهلكة استسلموا وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحقن دماءهم ففعل فسمع بهم أهل فدك فأرسلوا يطلبون ذلك ففعله لهم أيضا فكانت فدك خالصة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب ثم عامل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود على خيبر بشطر ما يخرج منها أي لانه قتل نفسه كما في رواية في مسلم (فاتيت النبى صلى الله عليه وسلم) وأنا أبكي كما في رواية في مسلم (ان له لاجرين) في رواية مسلم بل له أجره مرتين (انه لجاهد) بكسر الهاء أي جاد في أمره مرتكب المشاق في الله (مجاهد) بضم الميم لاعداء الله وهذه الجملة لبيان سبب حصول الاجرين له وروي لجاهد بفتح الهاء فعل ماض مجاهد بفتح الميم وكسر الهاء وهي محال الجهاد (مشابها) ضبط بوجهين أحدهما فتح الميم على انه فعل ماض من المشى وبها جار ومجرور والضمير للارض أو للحرب والثاني ضم الميم وتنوين الهاء على انه كلمة واحدة اسم فاعل من المشابهة أى مشابها لصفات الكمال في القتال أو في غيره فيكون منصوبا بفعل محذوف أي رأيت والمعنى قل عربي يشبهه في جميع صفات الكمال وفي البخاري نشأ بها بالنون والهمز أى شب وكبر قال عياض وهو أوجه الروايات (وروى) في بعض كتب السير (ان عليا يومئذ بارز يهوديا) ولم أطلع على اسم اليهودى وقد حصل الشك فيه هل هو مرحب أو غيره (نجهد) بفتح النون والهاء أي نتكلف (ياسر) بتحتية فالف فمهملة مكسورة فراء (بل ابنك يقتله) بكسر اللام ووصل الهمزة وفيه معجزة ظاهرة له صلي الله عليه وسلم اذ وقع الامر كما أخبر وقوله (ان شاء الله) للتبرك ولامتثال قوله تعالى وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ (فدك) بفتح الفاء والدال المهملة بلد قريبة من خيبر (فكانت فدك خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم) أي لانها فيء وكان له فيه أربعة أخماسه مع خمس الخمس (بشطر) أى بنصف (ما يخرج منها) من تمر وزرع على ان يكلفوا العمل وبه استدل على جواز المزارعة تبعا للمساقاة وحديث النهي عنها في صحيح مسلم محمول على ما اذا لم يكن تبعا لكن استشكل حمل قصة خيبر على المزارعة بانه لم ينقل انه صلى الله عليه وسلم كان يدفع لهم بذرا وتقدم ورود لفظ المزارعة في شئ من طرق الحديث

اسم الکتاب : بهجة المحافل وبغية الأماثل المؤلف : العامري الحرضي    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست