محمد بن سعد:
يعتبر محمد بن سعد آخر الكتاب الكبار في المغازي والسير وهو من مواليد البصرة سنة 168هـ، وكان من الموالي؛ فآباؤه كانوا موالي للحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب، وقد رحل ابن سعد إلى المدينة المنورة، ثم إلى بغداد، حيث اتصل بأستاذه محمد بن عمر الواقدي، وارتبط به ارتباطًا وثيقًا، وكان يدون له كتبه وأحاديثه[1]، ومن أجل ذلك اشتهر بأنه كاتب الواقدي، واستفاد ابن سعد من أستاذه فائدة كبرى، ومعظم كتبه التي ألفها استقاها من علمه -وليس معنى هذا أنه لم يستفد من علم غيره، فقد استفاد كثيرًا من علماء آخرين سبقوا الواقدي كابن إسحاق وأبي معشر السندي، وموسى بن عقبة، وغيرهم- وكما استفاد ابن سعد من علم أستاذه، فقد كان هو نفسه صاحب فضل كبير في ترتيب علم أستاذه، وكثيرًا ما كان يزيد عليه، فقد كان يكمل ما كان ينقص الواقدي من أخبار الجاهلية، وقد استعان في ذلك بعلم هشام الكلبي، الذي كان حجة في أخبار الجاهلية، وقد خلف لنا ابن سعد واحدًا من أهم وأشهر المصادر الإسلامية، في السير والمغازي، وأخبار الصحابة والتابعين وطبقاتهم- وهو كتاب [1] انظر الفهرست لابن النديم ص145.