اسم الکتاب : أهمية دراسة السيرة النبوية والعناية بها في حياة المسلمين المؤلف : العواجي، محمد بن محمد الجزء : 1 صفحة : 42
الأقل في بداية العصر النبوي- فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على استغلالها جيداً حتى يكثر الإنتاج ليسد حاجة الناس، فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم بستان نخل للأنصار، فوجدهم يؤبرونه، فقال:"ماذا لو تركوه؟ " فترك القوم تأبير النخل فلم تحمل ذلك العام، فراجعوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "عليكم بما كنتم تصنعون، فإنما قلت لكم ولا أعلم" [1] .
وقد استفاد النبي صلى الله عليه وسلم من هذه التجربة فجعل إصلاح الأرض إلى أهلها، وبهذا يعلم أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذ بها، ولا يحول دون الاستفادة من تجارب الغير شيء أبداً، ولذلك لما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم خيبر أقرهم على إصلاح الأرض وزراعتها على أن يكون ثمرها بينه وبين أهلها بالتساوي [2] .
وانتعش الاقتصاد في المدينة، وزاده انتعاشاً إقامة الأسواق التجارية في المدينة، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة سوق مجاور للبقيع [3] ، ثم نقلها إلى غربي المسجد النبوي [4] .
وقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الأسواق وما يجري فيها من بيع وشراء، ومراقبة ذلك مراقبة شديدة، حتى لا تجلب إليه البضاعة الرديئة إلا إذا عُرِّفت، وإذا عرف عن هذه الأسواق عدم التطفيف في الكيل، وعدم الغش والكذب والخداع أتاه الناس من كل صوب.
وقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم ضوابط كثيرة للبيع والشراء والسلع المستوردة، كل [1] الخراج ليحيى بن آدم ص (114) . [2] ابن إسحاق (ابن هشام) (2/356-357) بسند مرسل. [3] وفاء الوفاء للسمهودي (2/747-748) . [4] البلاذري، فتوح البلدان (1/15) .
اسم الکتاب : أهمية دراسة السيرة النبوية والعناية بها في حياة المسلمين المؤلف : العواجي، محمد بن محمد الجزء : 1 صفحة : 42