اسم الکتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : المشاط، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 653
ظهر الكعبة للظهر؛ ليغيظ المشركين، وقريش فوق رؤوس الجبال، وقد فرّ جماعة من وجوههم وتغيّبوا، وأبو سفيان، وعتاب بن أسيد- بفتح الهمزة- وأخوه خالد، والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، وقد أسلموا بعد رضي الله عنهم، فقال عتاب وخالد: لقد أكرم الله أسيدا أن لا يسمع هذا فيغيظه، وقال الحارث: أما والله؛ لو أعلم أنّه محق..
لاتّبعته، إن يكن الله يكره هذا.. فسيغيره، وقال أبو سفيان:
ذهب إلى الشام مجاهدا، قال النووي في «التهذيب» : (فأقام بها إلى أن توفي، وقيل: أذن لأبي بكر مرة، وأذن لعمر مرة، حين قدم عمر الشام، فلم يرباك أكثر من ذلك اليوم، وأذن في قدمة قدمها إلى المدينة لزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، طلب ذلك الصحابة، فأذن ولم يتم الأذان) . ثبت في «الصحيحين» : أنّه صلى الله عليه وسلم قال: «أخبرني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإنّي سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة؟» قال: ما عملت عملا أرجى عندي من أنّي لم أتطهّر طهورا في ساعة ليل أو نهار.. إلّا صلّيت بذلك الطهور ما كتب أن أصلي، ولمسلم بلفظ: «حشف نعليك» . وفي «الترمذي» : «يا بلال؛ بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط.. إلّا سمعت خشخشتك أمامي! ... » إلخ. قال في «عمود النسب» :
ممّن عليه منّ بالشراء ... والعتق فارتثّ من السواء
بلال السابق جيل الحبشة ... ومن له وسط الجنان خشخشة
أذن للنّبيّ والعتيق ... ومرة أذن للفاروق
فذكر النّبي فانهلت له ... دموعهم لذاك ما استعمله
ومناقبه كثيرة، وفضائله شهيرة، توفي على الصحيح بالشام سنة عشرين، ولمّا حضره الموت.. جعل أهله يبكون ويقولون: واكرباه، فيقول بلال: واطرباه، غدا ألقى الأحبّه محمّدا وحزبه. رضي الله عنه، ولقانا به وأحبابنا، بمنّه وكرمه، آمين.
اسم الکتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : المشاط، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 653