اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار الجزء : 1 صفحة : 84
الله ألهم جده بهذه التسمية، وقال: سميته محمدًا ليكون محمودًا عند الله وعند الناس.
ويروون في ذلك: أن عبد المطلب قد رأى في نومه كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف في السماء وطرف في الأرض، وطرف في الشرق وطرف في الغرب، ثم عادت كأنها شجرة على كل ورقة منها نور وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها، فقصها، فعبِّرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، ويحمده أهل السماء والأرض، فلذلك سماه محمدًا[1].
وقد ذكرت بعض كتب السيرة أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وغاضت بحيرة ساوه، وانهدمت الكنائس التي حولها[2]، وعبر عن [1] عند السهيلي في "الروض الأنف" 1/ 182: قد ذكر حديث الرؤيا على القيراوني في كتاب "البستان" انتهى.
أقول: ولا مانع من صحة هذه الرؤيا، لكون الرؤيا قد تصدق للكافر، كما صدقت لفرعون مصر زمن يوسف عليه السلام -كما نصت على ذلك الآيات- أفلا تصدق ممن كان مثل عبد المطلب. نعم، لا نجزم بثبوتها، لأن الإثبات يفتقر إلى دليل، وهو معدوم. [2] ذكرت هذه الإرهاصات في حديث يرويه على بن حرب، عن أبي أيوب يعلى بن عمران، حدثني مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه -وقد أتت عليه خمسون ومائة سنة- فذكر هذه الوقائع.
أخرج ذلك الخرائطي في "هواتف الجان" عن علي بن حرب -كما في "البداية" 2/ 268 - 269- ولا تعرف القصة بغير هذا لإسناد الضعيف كما عند البيهقي في "الدلائل" 1/ 126، وأبي نعيم 1/ 138، والباقي مراسيل، وانظر كذلك: "الوفا" 1/ 97، و"تاريخ الطبري" 2/ 138 وما بعدها، و"شرح المواهب اللدنية" 1/ 121، و"الخصائص الكبرى" للسيوطي 1/ 51، و"الإصابة" لابن حجر 3/ 597، و"جامع المسانيد والسنن" 12/ 259، و "أسد الغابة" 4/ 270 وفي حواشي دلائل أبي نعيم 1/ 138 وما بعدها ذكر مواضع رويت فيه غير ما ذكرت.
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار الجزء : 1 صفحة : 84