اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار الجزء : 1 صفحة : 82
اصطفاه بعد ذلك من هذه الأصول الطاهرة ليكون هدى ونورا ورحمة للعالمين، وفي ذلك يروي الإمام مسلم[1] عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".
وكان عبد الله بن عبد المطلب قد تزوج من آمنة بنت وهب، وهي يومئذٍ من أفضل نساء قريش نسبًا، وأكرمهن ذكرًا، ولكن لم يمكث عبد الله مع زوجته إلا وقتًا قصيرًا ثم خرج في رحلة تجارية إلى الشام.
وقد شاء الله أن ترجع القافلة التجارية من الشام ويتخلف عبد الله بالمدينة عند أخواله من بني عدي بن النجار لشدة مرضه حيث أدركته الوفاة، وزوجته آمنة في شهور الحمل الأولى وكان عمره ثمانية عشر عامًا2
جميعها يرجع لحديث واثلة بن الأسقع -الذي أخرجه مسلم في صحيحه: "إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ... "، الحديث.
وسيذكره المؤلف
وقد تقدم الحديث المروي من طريق جيد: "ولدت من نكاح لا من سفاح". انتهى، وقد قوى الحديث السيوطي.
وانظر هذا الحديث في:
"مجمع الزوائد" 8/ 214، "الدر المنثور" 3/ 294، "المطالب العالية" رقم 257، "كنز العمال" 36868 وما بعده، "التلخيص الحبير" 3/ 172، "نصب الراية" 3/ 213، "تفسير البغوي" 3/ 171، وهو حديث جيد قوي بطرقه وشواهده وقد قواه السبكي، كما نقل عنه ذلك صاحب "السيرة الحلبية" 1/ 68 واعتمد الحديث هو.
1 "3/ 212" وقد جاء هذا الحديث بألفاظ يطول ذكرها جدًّا، أورد أكثرها صاحب "السيرة الحلبية" 1/ 43 وما بعدها.
2 قال القسطلاني في "المواهب" 1/ 122: ولما تم لها شهران توفي عبد الله وقيل: توفي، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في المهد، قال الدولابي -وعزاه السهيلي لأكثر العلماء- وعن ابن أبي خيثمة: توفي وهو ابن شهرين.
وقيل: وهو ابن سبعة= وقيل: وهو ابن ثمانية وعشرين.
قال القسطلاني: والراجح المشهور الأول. انتهى.
قلت: وانظر القصة عند ابن إسحاق 1/ 180، وابن كثير 2/ 250، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 86-87، والقصة قالها ابن إسحاق والزهري، مرسلة.
وأما سن عبد الله يوم وفاته، فقد ذكر ابن سعد 1/ 63 عن الواقدي بسنده: كان سنّه خمسًا وعشرين.
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار الجزء : 1 صفحة : 82