responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار    الجزء : 1  صفحة : 423
بيني وبين ناقتي، فإني أرفق بها منكم وأعمل فتوجه لها بين يديها، فأخذ لها من قمام الأرض فردها، حتى جاءت واستناخت، وشدَّ عليها رحلها واستوى عليها، وإني لو تركتكم حيثُ قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار"[1].
وأما تواضعه عليه السلام مع ما أكرمه الله به من النبوة ورفعة الدرجة والمكانة. فقد كان أشد الناس تواضعًا وأبعدهم عن الكبرياء والغرور، ولا غرو فقد خيَّره الله أن يكون نبيًا ملكًا أو نبيًّا عبدًا، فاختار أن يكون نبيًّا عبدًا.
وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما متوكئا على عصاه فقاموا، فقال: "لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا" [2]. وقال: "إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد" [3]. وكان يقول: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله" [4].
وأما عن زهده فقد نظر إلى الدنيا على أنها وسيلة وممر، ونظر إلى الآخرة

[1] لم أقف عليه من وجه صحيح، وانظر الشفا للقاضي عياض 1/ 253 ومناهل الصفا للحمزاوي 2.
على أنه يوجد في الأحاديث الصحيحة ما يغني عن مضمونه.
[2] أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 585 وأبو داود 5230، والقاضي عياض في الشفاء 1/ 130، والسمعاني في أدب الإملاء 34، والطبراني في الكبير 8/ 334، وابن حبان في المجروحين 3/ 159 وآخرون منهم أحمد في المسند 5/ 253 وغيرهما ولكن يغني عنه ما أخرجه مسلم 1/ 309 عن جابر قال: اشتكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلينا خلفه وهو قاعد ... الحديث وفيه: "إن كدتم لتفعلوا فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا ... ".
وفي الباب غير حديث جابر أيضًا.
[3] جاء الحديث من أوجه يصح بها، وانظر: اتحاف السادة المتقين 5/ 214، 7/ 116، 8/ 393، والزهد لابن المبارك ص 553، والكامل لابن عدي 5/ 1971، وتاريخ أصفهان 2/ 273، وغير ذلك.
[4] صحيح البخاري 6442 من حديث ابن عباس.
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار    الجزء : 1  صفحة : 423
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست