responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار    الجزء : 1  صفحة : 403
وسواء أكانت هذه الآية قد نزلت قبل أن يزيد عدد نساء الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن أربع أو نزلت بعد أن زاد عددهن، فإن المعروف أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد ظل غير مقيد بعدد خاص، حتى نزل قوله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ} [1].
فلم يتزوج بعد ذلك. وحينما لحق بربه كان في عصمته تسع نساء، فماذا عسى أن يكون موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الزوجات؟
إن أزواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أمهات المؤمنين، وقد أنزلهن الله هذه المنزلة السامية فقال سبحانه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [2].
وقد جعل الله من كرامة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنده ألا تتزوج واحدة من نسائه من بعده، فتحرم على الناس ذلك بقوله سبحانه في نفس السورة: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً} [3].
وإذا كان الله قد حرَّم على نساء الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجن من بعده فكيف يطلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- النساء الزائدات عن الأربع ويقضي عليهن بالترمل أبدًا، بينما يباح الزواج لأية امرأة إذا طلقها زوجها؟

[1] سورة الأحزاب، الآية 52.
والآية مختلف فيها هل هي منسوخة أم لا، وانظر تفاصيل ذلك في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 14/ 219وما بعدها.
وكذلك اختلفوا في تأويلها على الوجه الذي ذكره، كما تجده في الجامع 14/ 220 أيضًا.
[2] سورة الأحزاب، الآية 6.
[3] سورة الأحزاب، الآية 53.
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار    الجزء : 1  صفحة : 403
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست