responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار    الجزء : 1  صفحة : 340
الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليهم هذه السخرية والاستهزاء، وحياهم تحية طيبة، وقال: بل هم الكرار، وأثنى على خالد في مهارته وحسن حيلته، في إنقاذ الجيش من الهلاك[1].

[1] الحديث في "مسند أحمد" 2/ 86، 100-111، و"سنن أبي داود" 2647، و"الترمذي" 1716 وحسنه، وذكره ابن كثير في "البداية" من طرق كثيرة جدًّا، وقد قامت أنه حديث قوي بطرقه وشواهده.
ولكن ثمة أمر ذكر الحافظ ابن كثير يجب التنبه له هنا، فقد قال بعد أن ساق هذه الرواية 4/ 284:
قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر عن عروة قال: لما أقبل أصحاب مؤتة تلقاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسملون معه ... فجعلوا -أي الصبيان- يحثون التراب ويقولون: يا فرار فررتم في سبيل الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليسوا بالفرار، ولكنهم الكرار". قال ابن كثير: هذا مرسل من هذا الوجه وفيه غرابة. وعندي -القائل ابن كثير- أن ابن إسحاق قد وهم في هذا السياق فظن أن هذا جمهور الجيش، وإنما كان هذا للذين فروا حين التقى الجمعان، وأما بقيتهم فلم يفروا بل نصروا، كما أخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على المنبر في قوله: "ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله على يديه" فما كان المسلمون ليسمون فرارًا بعد ذلك، وإنما تلقوهم إكرامًا وإعظامًا، وإنما كان التأنيب وحثي التراب للذين فروا وتركوهم هناك، وكان فيهم عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وفي "مسند أحمد" عن ابن عمر قال:
كنت في سرية من سرايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحاص الناس حيصة وكنت فيمن حاص، فقلنا: كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ ثم قلنا: لو دخلنا المدينة ... فذكر الحديث.
-وساقه ابن كثير بروايات متعددة- ثم قال 4/ 249:
لعل طائفة منهم فزعوا لما عاينون كثرة جموع الروم، وكانوا على أكثر من أضعاف الأضعاف ... ، وفي مثل هذا يسوغ الفرار على ما قد تقرر ... انتهى.
- ثم رجع ابن كثير في مواطن عديدة يؤكد ذكر نصر المسلمين من الروايات فأطال، وانظر 4/ 250-251.
قلت: فظهر أنه قال ينصر المسلمين في هذه المعركة جماعة منهم موسى بن عقبة، والواقدي، حيث لم يحكيا غيره، والبيهقي وابن كثير واستدلا له كما مضى، والحاكم كما يفهم من قوله في "الإكليل" الذي نقله القسطلاني في "المواهب" 1/ 551 وكذا رجح هذا بنفس الطريقة التي قالها ابن كثير العلامة الحلبي في "السيرة الحلبية" 2/ 789.
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار    الجزء : 1  صفحة : 340
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست