اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار الجزء : 1 صفحة : 27
ألا حييت عنا يا رُدَينَا[1] ... نعمناكم مع الإصباح عينا
حمدت الله إذا أبصرت طيرًا ... وخِفْتُ حجارة تلقى علينا2
وقول أمية بن أبي الصلت:
إن آيات ربنا ثاقبات ... لا يماري فيهن إلا الكفورُ
حبس الفيل بالمغمس حتى ... ظل يحبو كأنه معقورُ3
وقول عبد الله بن قيس من قصيدة طويلة يذكر فيها قصة الفيل والطير والحجارة:
كاده الأشرم الذي جاء بالفيل ... فولى وجشيه مهزوم
واستهلت عليهم الطير بالجندل ... حتى كأنه مرجوم 4 [1] ردين، مرخم ردينة، وهو اسم امرأة.
2 وهذا يؤيد ما تقدم من أن الطير والحجارة كانت حقيقية، إذ يمتنع أو يستبعد أن يقع التشبيه المجازي بعينه لواصفين، لا سيما إذا كان ذلك من بعيد المجاز، وما لم يؤلف عند العرب.
وقد ذكر ابن إسحاق بين البيتين، ثلاثة أبيات هي:
أتانا قابس منكم عشاء ... فلم يقدر لقابسكم لدينا
ردينة لو رأيت ولا يرينهْ ... لدى جنب المحصب ما رأينا
إذًا لعذرتني وحمدت أمري ... ولم تأسي على ما فات بينا
وكذلك جاءت هذه الأبيات في تاريخ الطبري وغيره.
3 زاد ابن هشام "1/ 62" بينهما بيتًا، وبعدهما أبياتًا، ومما زاد بينهما:
ثم يجلو النهار رب رحيم ... بمهاة شعاعها منثور
4 قال السهيلي في "الروض" 1/ 81 قوله: "حتى كأنه مرجوم"، وهو قد رجم، كيف شبهه، وهل يجوز أن يقال في مقتول: كأنه كالمقتول. فنقول:
لما ذكر استهلال الطير، وجعلها كالسحاب يستهل بالمطر، والمطر ليس برجم، =
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار الجزء : 1 صفحة : 27