اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار الجزء : 1 صفحة : 153
الإسراء والمعراج
وبين هذه العواصف العنيفة والأخطار المخيفة التي كانت تحيط بمحمد -صلى الله عليه وسلم- تمتد يد الرحمن بالرحمة والخير والحنان، وتحتضن العناية الإلهية محمد -صلى الله عليه وسلم- لترتفع به إلى أسمى مكان ... ويقع حادث الإسراء والمعراج تكريمًا من الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ليكون في ذلك عوض أي عوض عما لحقه من أذى المشركين وعنتهم، وما أصابه من آلام ومتاعب في طريقه الشاقة إلى غايته الكريمة {ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً} [1].
ولقد وقع الإسراء والمعراج في السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية، وفي الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب كما هو المشهور[2].
ولقد ثبت الإسراء بصريح القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: [1] سورة النساء الآية 70. [2] وقيل: من ربيع الأول، وقيل غير ذلك، وقد اختلفوا في السنة أيضًا وانظر "فتح الباري" 7/ 203، و"المواهب اللدنية" 1/ 273، و"دلائل النبوة" 2/ 354 للبيهقي، وغير ذلك ملخص ما قالوه:
قال الزهري: كان الإسراء بعد المبعث بخمس سنين، وقيل عنه أيضًا، قبل الهجرة بخمس ورجح الأول القاضي عياض، والقرطبي، والنووي.
وقيل: قبل الهجرة بسنة، قاله ابن حزم وادعى فيه الإجماع.
وقيل: قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر -أي: في شوال قاله السدي، أخرج ذلك عنه الطبري والبيهقي.
وقيل: كان في رجب حكاه ابن عبد البر، وابن قتيبة.
وقيل: كان قبل الهجرة بسنة وثلاثة أشهر -أي: في ذي الحجة- وبه جزم ابن فارس.
وقيل: قبل الهجرة بثلاث سنين، ذكره ابن الأثير.
وقيل: في السابع والعشرين من رجب واختاره الحافظ المقدسي.
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار الجزء : 1 صفحة : 153