اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار الجزء : 1 صفحة : 100
وكان محمد -صلى الله عليه وسلم- وقت حضوره هذا الحلف في العشرين من عمره[1].
وقد ترك هذا الحلف العظيم في نفس محمد -صلى الله عليه وسلم- أعمق الآثار، لأنه حلف إنساني يدعو إلى الخير ومكارم الأخلاق، ثم تحدث -صلى الله عليه وسلم- عنه بعد البعثة فأثنى عليه وقال: "لقد شهدت مع عمومتي حلفًا في دار عبد الله بن جدعان ما أود لو أن لي به حمر النعم [2]، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت" [3]. [1] أخرج ذلك ابن سعد 1/ 128 بسند ضعيف، لكن صح عنه -صلى الله عليه وسلم- هذا الحلف كما سيأتي دون تحديد السن. [2] حمر النعم، هي الإبل الحمراء، وهي أجود أنواع الإبل. [3] هذا هو الصحيح، والحديث صحيح.
وقد وقع بعض الغلط في بعض الأحاديث، فذكر بعض الرواة أنه صلى الله عليه وسلم، شهد حلف المطيبين، وقال فيه هذا، كما أخرجه أحمد في "المسند" 1/ 190، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 38 وغيرهما من حديث عبد الرحمن بن عوف رفع الحديث:
"شهدت مع أعمامي حلف المطيبين، ما أحب أن أنكثه، وأن لي حمر النعم"، ثم أخرج البيهقي 2/ 38 عن أبي هريرة مرفوعًا: "ما شهدت حلفًا لقريش إلا حلف المطيبين ... ".
قال البيهقي: زعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يدرك حلف المطيبين ... إلى آخر كلام البيهقي.
ونقل ابن كثير في "البداية" 2/ 291 كلامه هذا وقال:
وهذا لا شك فيه، وذلك أن قريشًا تحالفوا بعد موت قصي.. فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت فسموا المطيبين، وكان هذا قديمًا، ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول، وكان في دار عبد الله بن جدعان، كما رواه الحميدي، عن ابن عيينة، عن عبد الله، عن محمد وعبد الرحمن ابني أبي بكر قالا: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا لو دعيت به في الإسلام لأجبت ... ".
وكان حلف الفضول قبل المبعث بعشرين سنة، في شهر ذي القعدة، وكان بعد حرب الفجار بأربعة أشهر ... إلى آخر ما قال.
وانظر "الكامل في التاريخ" 2/ 27، و"طبقات ابن سعد" 1/ 129.
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار الجزء : 1 صفحة : 100