اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 583
الركيزة الثالثة: صفات الدعاة مدخل
...
الركيزة الثالثة: صفات الدعاة
الداعية رائد في مجتمعه، يقود بالحسنى، ويدعو إلى الحق والصواب، وينادي بالخير المطلق للناس أجمعين.
وهذه المهمة التي يقوم بها الدعاة تحتاج إلى شخصية ذات مواصفات معينة، تساعد على القيام بهذه المهمة الخطيرة الشاقة.
إن الدعوة فهم دقيق للإسلام، وتقدير صحيح لمخاطبة الناس، ومهارة فائقة لمواجهة المواقف المفاجئة، وذكاء فريد للبيان والتفصيل، والدفاع عن الحق، وإزاحة الشُّبَه والزيوف.
لهذا وغيره أرى حاجة الدعاة إلى صفات تعينهم في تبليغ دين الله للناس، ويمكن تقسيم هذه الصفات إلى أُطُر رئيسية هي:
أولا: صفات التكامل الذاتي، وأهمها الصدق، والأمانة، والإخلاص، والذكاء.
ثانيا: صفات الترابط والمودة، وأهمها الحلم والتواضع، والقناعة، والكرم.
ثالثا: صفات الريادة والتوجيه، وأهمها المشاركة الوجدانية، والقوة، والشجاعة.
وهذه الصفات تحتاج إلى بيان ...
أولا: صفات التكامل الذاتي
يبعث الله رسله بعد بلوغهم سن الأربعين؛ لأنه حد الرشد وبلوغ العقل، يقول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} ؛ لأن كمال الرشد يساعد على تكميل الغير، ونحن هنا نشير إلى أهم الصفات البارزة في الشخصية الكاملة؛ لتكون منارة في تنشئة الدعاة، وتوجيههم نحو النجاح في مهمتهم.
إن تأثير داعية واحد، يتميز بالصفات المنشودة، أفضل من تأثير مئات الدعاة الذين اتخذوا الإمامة والدعوة وظيفة يكفيها حضور الأوقات والانصراف من المسجد.
سمعت مرة أحد العلماء يقول: إني أومن بالواحد فظننته يتحدث عن الإيمان بالله تعالى الواحد الأحد.. ولكنه بين أن مقصده الداعية المثالي ولو كان واحدا؛ لأن الكثرة غير المهيأة لا تفيد مثله.
ومع آمال المؤمنين المخلصين أرجو للدعاة أن يكونوا على مستوى دعوة الله تعالى.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 583