اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 510
قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر، فقال: قد علمت الذي عاقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترجع إليَّ ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني خفرت في رجل عقدت له.
فقال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله"[1].
ومن صور الإجارة ما سبق ذكره حين عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف، فلقد دخل مكة في جوار المطعم بن عدي على نحو ما سبق ذكره[2].
ومن المعلوم أن الاستفادة بالواقع الاجتماعي في نجاح الدعوة أمر مباح ما دام لا يمس جوهر الدعوة بصورة ما.. أما إذا أدى إلى أي مساس ضار بالدعوة فإنه لا يجوز؛ ولذلك صاح الرسول صلى الله عليه وسلم في وجه عمه باكيا حينما طلب منه أن يبقي الدعوة على نفسه، قال له: "يا عم! والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر، ما تركته حتى يظهره الله، أو أهلك فيه" [3].
وكما فعل أبو بكر رضي الله عنه، فإنه رد جوار ابن الدغنة حين وجده قيدا عليه في الدعوة، واكتفى بحماية الله له. [1] صحيح البخاري - باب الكفالة - باب جوار أبي بكر ج4 ص130، ط. الأوقاف. [2] انظر ص 376. [3] سيرة ابن هشام ج1 ص265. المسألة الثانية: أساليب الدعوة من خلال البلاغة القرآنية
تنتقل الأفكار والمعلومات من طرف إلى آخر بواسطة ألفاظ وجمل، تملك قوة التأثير والإقناع، وتحقق الغاية من إطلاقها منطوقة أو مكتوبة أو مصورة.
والبلاغة بفنونها المختلفة هي المورد الفياض الذي يقدم للدعوة أسلوبها المؤثر ومقولتها السديدة.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 510