اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 469
التقسيم لم يلاحظ تداخل صور الجهر بالدعوة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يجهر بالدعوة كان يدعو أقرباءه الأدنين وأهل مكة، وكلهم أقرباؤه.. وأيضا كان يدعو من يأتي مكة من خارجها.. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن من أول الدعوة أنها للناس أجمعين.
وهناك من يقسم المرحلة الجهرية إلى مرحلتين باعتبار الشخص الذي جهر بالدعوة، ويرى هؤلاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جهر بالدعوة للناس في المرحلة الأولى.. وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه هما اللذان جهرا بالدعوة بعد المرحلة الأولى بعامين[1]، وكان جهرهما بداية المرحلة الجهرية الثانية.
وأرى أن هذا التقسيم أكثر صوابا من التقسيم الأول؛ ولذلك سأتناول المرحلة الأولى هنا على أساس هذا التقسيم.
ويلاحظ هنا أن مراحل الدعوة تقسيم منهجي لتسهيل المعرفة بالسيرة النبوية؛ لأن المراحل كانت تتداخل أحيانا، ففي المرحلة السرية جهر أبو بكر بالدعوة، ومع جهر الرسول صلى الله عليه وسلم كان الصحابة يباشرون الدعوة أيضا.
وتعد المرحلة الجهرية الأولى وسطا بين المرحلة السرية ومرحلة الجهر العام؛ لأن المرحلة الجهرية الأولى قام بالجهر خلالها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المحافظة على سرية أماكن التجمع والحركة للمسلمين، الأمر الذي يجعل هذه المرحلة انتقالا من طبيعة المرحلة السرية إلى طبيعة الجهر العام.
وتبدأ مرحلة جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة بنزول قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ} [2]، وقوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ، وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [3]. [1] انظر: المنهج الحركي للسيرة ج1 ص37، 78. [2] سورة الحجر آية 94، 95. [3] سورة الشعراء آية 214، 215.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 469