اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 450
خامسا: دعوة الأقربين الذين يعاشرهم صلى الله عليه وسلم
بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض الإسلام على الناس المختارين، وكان في تخيره لمن يدعوهم يكتفي بالأقرب إليه الذي يعايشه ويعاشره، فدعا علي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وأخذ يطبق تعاليم الوحي مع هؤلاء الأقربين تاركا الآخرين لوقت يقدره الله تعالى.. يقول يحيى بن عفيف: جئت زمن الجاهلية إلى مكة، فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فلما طلعت الشمس، وحلقت في السماء، وأنا أنظر إلى الكعبة، أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء، ثم استقبل الكعبة، فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجدا فسجدا معه.
فقلت: يا عباس، أمر عظيم!
فقال العباس: أتدري من هذا؟
فقلت: لا.
وبناء عقيدة قوية متصلة بالله تعالى عن طريق قيام الليل، وقراءة القرآن؛ حيث يتعود المسلم بالقرآن، وقيام الليل على يقظة القلب، وقوة التأمل، وتربية الإرادة.. وبذلك يتحول العبد إلى طاقة قوية، تستفيد بما في الليل من فوائد، وتستعد لما في النهار من عمل، كل ذلك في عبودية ذاكرة، وقلب مخبت منيب.
وتؤكد الآيات عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تتحدث عن كمال عقله وكرم خلقه وعلو شأنه في الدنيا وفي الآخرة، يقول تعالى: {نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ، مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ، وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ، وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ، فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ} [1]. [1] سورة القلم الآيات 1-5.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 450