اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 374
ثانيا: عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها بعد وفاة خديجة بثلاث سنين[1]، والذي يظهر من غالبية الروايات أن عقده صلى الله عليه وسلم كان بمكة وعمرها ست سنوات، أما الدخول بها فكان بالمدينة وهي بنت تسع سنين[2].
ومما يؤكد صغر سنها حين الزواج لعبها مع البنات عند رسول الله، ومجيء صواحب لها ينقمعن من رسول الله، فيسربهن إليها[3].
وقد خطبها النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بكر، فقال أبو بكر: إنما أنا أخوك! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت أخي في دين الله وكتابه، وهي لي حلال".
أما عن كيفية دخوله صلى الله عليه وسلم بها، فتحدثنا عائشة وتقول: تزوجني النبي صلى الله عليه سلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة، فنزلنا في بني الحرب بن خزرج، فوعكت، فتمرق شعري فوفى جميمه، فأتتني أمي أم رومان، وإني لفي أرجوحة، ومعي صواحب لي، فصرخت بي، فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن: على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمتني إليه وأنا يؤمئذ بنت تسع سنين[4].
وزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة كان بعد رؤيا رآها في المنام تكررت مرتين كما في البخاري[5]، أو ثلاث مرات كما في مسلم[6]. [1] صحيح البخاري - كتاب المناقب - باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة ج6 ص163. [2] صحيح البخاري - كتاب مناقب الأنصار - باب تزويج عائشة ج6 ص201. [3] صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب فضل عائشة ج15 ص204. [4] صحيح البخاري - كتاب النكاح - باب البناء بالنهار ج8 ص166. [5] صحيح البخاري - كتاب النكاح - باب نكاح الإبكار ج8 ص131. [6] صحيح مسلم - كتاب الفضائل - باب فضائل عائشة ج15 ص202.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 374