اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 370
ودعاهم إلى الله يقول أبو لهب، ويقول أبو جهل: يا بني فلان، إن هذا الرجل إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم، وتتركوا حلفاءكم من الجن، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوا، ولا تسمعوا منه.
يقول طارق بن عبد الله: إني بسوق ذي المجاز، إذ مر رجل بي عليه حلة من برد أحمر، وهو يقول: "يأيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا"، ورجل خلفه قد أدمى عرقوبيه وساقيه يقول: يأيها الناس، إنه كذاب فلا تطيعوه.
فقلت: من هذا؟ قالوا: غلام بني هاشم الذي يزعم أنه رسول الله، وهذا عمه عبد العزى1 "أبو لهب".
ويروي الإمام أحمد بسنده عن رجل من كنانة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز وهو يقول: "يأيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا".
وإذا رجل خلفه يسفي عليه التراب، وإذا هو أبو جهل، يقول: يأيها الناس، لا يغرنكم هذا عن دينكم، فإنما يريد أن تتركوا عبادة اللات والعزى.
يتبعه حيث ذهب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يفر منه، وما يلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه[2].
1 سيرة النبي لابن هشام ج1 ص423. [2] سيرة ابن كثير ج2 ص156.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 370