اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 30
"أبرهة" يهلك أمامهم بجيشه وفيله[1]، عندما جاء لهدم الكعبة، وصرف الحجيج عنها إلى الـ"قليس" الذين بناه في اليمن ليقصده الناس بدل الكعبة.
وقد سمى العرب مكة بـ"ناسة" لأنها تطرد مَن يظلم فيها، كما سموها "بكة" لأنها تبك أعناق الجبابرة[2].
يقول جصاص بن عمرو بن الحارث لقومه الجراهمة: "لا تستخفوا بحق الحرم، وحرمة البيت، ولا تظلموا مَن دخله، وجاء معظما لحرمته، أو آخر جاء بايعا لسلعته، أو راغبا في جواركم، فإن فعلتم ذلك تخوفت أن تخرجوا منها خروج ذل وصغار"[3].
ومن أقوال سبيعة بنت الأحب بن عيلان توصي ولدها باحترام مكة، وبأهمية تجنب الظلم في الحرم، تقول:
ابني لا تظلم بمكـ ... ـة لا الصغير ولا الكبير
واحفظ محارمها بنـ ... ـي ولا يغرنك الغرور
ابني من يظلم بمكـ ... ـة يلقَ أطراف الشرور
ابني يضرب وجهه ... ويلح بخديه السعير
ابني قد جربتها ... فوجدت ظالمها يبور
الله أمنها وما ... بنيت بعرصتها قصور
والله آمن طيرها ... والعصم تأمن في ثبير
ولقد غزاها تبع ... فكسا بنيتها الحبير
وأذل ربي ملكه ... فيها فأوفى بالنذور
والفيل أهلك جيشه ... يرمون فيها الصخور [1] أخبار مكة للأزرقي ج1 ص113. [2] سيرة النبي لابن هشام ج1 ص126. [3] عبقرية خالد ص17.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 30