اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 184
المبحث الرابع: محمد في ديار بني سعد
...
المبحث الرابع: محمد صلى الله عليه وسلم في ديار بني سعد
بعدما وضعت السيدة آمنة بنت وهب حملها أرسلت إلى جده عبد المطلب وأخبرته بولادة حفيده، فسُر به كثيرا، وأخذه ودخل به الكعبة، ودعا له بخير، وسماه محمدا، فلما سئل عن سبب هذه التسمية مع أنها لم توجد في آبائه أو في أقربائه، قال: أردت أن يحمد في السماء عند الله، وفي الأرض عند الناس[1].
يذكر السهيلي أن التسمية كانت لرؤيا رآها عبد المطلب توافقت في دلالتها مع ما حدثته به أمه صلى الله عليه وسلم[2].
يروي ابن عساكر أن عبد المطلب سر بولادة محمد كثيرا، وعق عنه بكبش، وقد عاش الوليد في كنف أمه سبعة أيام أرضعته فيها ومعها قبلته "الشفاء"، وقد سر أعمامه بميلاد ابن لأخيهم الذي فقدوه صغيرا، لدرجة أن أبا لهب أعتق جاريته ثويبية عندما أخبرته بميلاد محمد صلى الله عليه وسلم، فذهبت إلى أمه "آمنة"، وأرضعته معها[3].
أقبلت آمنة على وليدها بالحنان والرفق، في انتظار مرضعة تستلمه؛ لتقوم بتربيته في البادية؛ حيث الخلاء الواسع، والطبيعة الجميلة، وبساطة الحياة، وفطرة الناس، وكانت عادة أثرياء أهل مكة أن يسلموا أولادهم بعد ولادتهم، لمرضعات من البادية لقاء أجر ورزق.
واتفق أن جاءت المراضع من بني سعد يلتمس أبناء الأغنياء؛ طمعا في الرزق واليسار [1] سبل الهدى والرشاد ج1 ص182. [2] الروض الأنف ج1 ص183. [3] صحيح البخاري بشرح فتح الباري - كتاب النكاح - باب ما يحرم من الرضاع ج7 ص12، وثويبية هي التي أرضعت عمه حمزة وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي؛ ليكون لهما أخا في الرضاع.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 184