اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 127
المسألة الأولى: أصالة النسب
اشتهر آباؤه صلى الله عليه وسلم جميعا بعلو الأصل، وشرف النسب، ومكارم الخلق، فكانوا من أحسن الخلق وأماجدهم، وقد رأيناهم سادة الناس، ورواد القبائل، حملوا مهام البيت، وقاموا بواجب ضيوف الله.
ولعل أهم ما تميزوا به هو طهارتهم، وعفتهم، وبعدهم عن سفاح الجاهلية، وضلالات الشرك والهوى، والأحاديث الصحيحة تؤكد هذه الحقيقة، فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي" [1]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء، وما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام" [2].
ويروي ابن سعد في طبقاته عن محمد الكلبي قال: "كتبت لنبي الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم، فما وجدت فيهن سفاحا، ولا شيئا مما كان عليه أمر الجاهلية"[3].
وهكذا وضع الله رسوله صلى الله عليه وسلم في موضع يحمل معه شرف سلسلة طويلة، كريمة الخلق والسلوك، طيبة الشأن والذكر، وهو اصطفاء من الله تعالى.
فعن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" [4]. [1] بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد - باب علامات النبوة - باب كرامة أصله صلى الله عليه وسلم ج8 ص395. [2] المرجع السابق - باب علامات النبوة - باب كرامة أصله صلى الله عليه وسلم ج8 ص395. [3] سيرة ابن كثير ج1 ص191. [4] صحيح مسلم - كتاب الفضائل - باب فضل النبي صلى الله عليه وسلم ج7 ص58.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 127