اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 94
وعن البراء رضي الله عنه قال: ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم[1].
ويقول أنس: ما رأيت يومًا قط أنور ولا أحسن من يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر المدينة[2].
وقد تجلى الترحيب العام برسول الله صلى الله عليه وسلم من كافة قبائل المدينة، وكان كل منهم يتمنى أن ينزل الرسول صلى الله عليه وسلم عنده، ويعده بالعدة، والعدد، والثروة، والطاعة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرفهم بأنه سيترك الناقة تبرك حيث يريد الله لها.
ويقول لهم: "دعوها فإنها مأمورة" [3].
ولما علم الأنصار بذلك لم يتعرضوا للناقة، وكل منهم يدعو الله أن يكون بيته هو المكان المختار لنزول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم راكبًا ناقته، حتى إذا أتت دار بني عدي بن النجار قامت إليه وجوههم تأمل في نزوله عندها، ثم إن ناقته صلى الله عليه وسلم لما أتت موضع مسجده بركت وهو عليها وأخذه الذي كان يأخذه عند الوحي ثم وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به، ثم التفتت خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة، فبركت فيه ثم تحلحلت، وأرزمت ووضعت جرانها، وجعل جبار بن صخر ينخسها رجاء أن تقوم فتنزل في دار بني سلمة فلم تفعل، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها وقال: هنا المنزل إن شاء الله وقرأ قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [4].
وجاء أبو أيوب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي بيوت أهلنا أقرب"؟.
فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله هذه داري وهذا بابي، وقد حططنا رحلك فيها [1] صحيح البخاري كتاب المناقب باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ج6 ص222. [2] الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد الشيباني ج20 ص290. [3] بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج6 ص79. [4] سورة "المؤمنون": 29.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 94