اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 91
ظهرها فإن رابك من القوم ريب فانج عليها, فخرج عليها معهما.
حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال له أبو جهل: يابن أخي والله لقد استغلظت بعيري هذا، أفلا تعقبني على ناقتك هذه؟
قال: بلى.
فأناخ وأناخا ليتحول عليها أبو جهل، فلما استووا بالأرض عدوا عليه فأوثقاه وربطاه، ثم دخلا به مكة نهارًا موثقًا.
وقالا: يا أهل مكة، هكذا افعلوا بسفهائكم كما فعلنا بسفيهنا هذا[1].
6- الاستيلاء على الدور:
كان آخر من بقي ممن هاجر عبد الله بن جحش، وكان قد كف بصره، فلما أجمع على الهجرة كرهت امرأته ذلك، وجعلت تشير عليه أن يهاجر إلى غير المدينة، فهاجر بأهله وماله مكتتمًا من قريش حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوثب أبو سفيان بن حرب على داره فباعها وملكها لغيره.
مر بها بعد ذلك أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والعباس بن عبد المطلب، وحويطب بن عبد العزى، وفيها أهب معطونة فذرفت عينا عتبة وتمثل ببيت من شعر:
وكل دار وإن طالت سلامتها ... يومًا سيدركها النكباء والحوب
فأقبل أبو جهل على العباس وقال: هذا ما أدخلتم علينا[2].
هذه الوقفات السريعة مع المهاجرين تبين مدى الجهود التي بذلوها في سبيل الله تعالى. [1] سيرة النبي لابن هشام ج1 ص474-476, مجمع الزوائد ج6 ص77. [2] بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج6 ص81.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 91