اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 82
قال: نعم.
قال صلى الله عليه وسلم: "فإني محمد رسول الله".
فقال: أنت الذي تزعم قريش أنه صابئ.
قال صلى الله عليه وسلم: "إنهم ليقولون ذلك".
قال: فأشهد أنك نبي، وأشهد أن ما جئت به حق، وأنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي، وأنا متبعك.
قال صلى الله عليه وسلم: "لا تستطيع ذلك يومك، فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا " [1].
5- التبشير بالعودة إلى مكة:
ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهي أحب البلاد إلى نفسه، ولذا رأيناه صلى الله عليه وسلم حينما ابتعد عن مكة نظر إليها، وودعها بكلمات تؤكد حبه لها، فعن عبد الله بن عدي عن الحمراء أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا على الحزورة وهو يقول: "والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" [2].
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينظر إلى مكة ليلة الهجرة: "ما أطيبك من بلد، وأحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك" [3].
وقد كانت عناية الله تعالى برسوله إذ نزل عليه خلال رحلة الهجرة قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [4].
يقول ابن عباس: والمعاد هي مكة، وفي الآية بشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أنه سيعود إلى مكة ساعة أن يسلم أهلها، وتكون دار إسلام[5]. [1] البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص194. [2] سنن الترمذي بشرحه تحفة الأحوذي ج10 ص426 والحزورة مكان مرتفع في مكة. [3] سنن الترمذي بشرحه تحفة الأحوذي ج10 ص427. [4] سورة القصص: 85. [5] صحيح البخاري كتاب التفسير ج7 ص365 ط الأوقاف.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 82