responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 724
العبادة والنساء عاريات سافرات، تملأ المادة قلوبهم ويزعمون الإخلاص لله. إن المسلمين بذلك مشتتون مذبذبون فلا هم أخلصوا لله، ولا هم كانوا مع أعدائه وهذا في دين الله لا يفيد.
إن كل نظام له إيجابياته وسلبياته، ولا يصح أن ننسب إيجابيات نظام لغيره، ولا نكلف نظامًا بعلاج سلبيات غيره، وفي حالة التشتت الإسلامي هذه نرى عجبًا؛ لأننا لا يمكننا أن ننسب السلبيات للإسلام وغيره يفعلها!
ولا يصح أن نطالب الإسلام بالعلاج وغيره فاعل المرض!
ومنطق العقل والنقل تجعل الفاعل مسئولا عن فعله، والجريمة يحملها المجرم فـ {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة} [1] ومعاقبة البريء ظلم لا يرضاه عقل أو دين.
ومن هنا ...
وجب على المسلمين أن يمحصوا حياتهم، ويجعلوها خالصة لمنهج الله، وحينئذ تثمر حياتهم دولة الإسلام بمالها، وما عليها وتتحمل كل ما يجد فيها من سلبيات، وتسعد بما يتحقق لها من إيجابيات.
لقد وقع في دولة الإسلام الأولى بعض الأخطاء من أفراد عصوا الله في حياتهم فأقيم عليهم الحد، واقتص منهم، وأخذت الدية وفق منهج الدولة المسلمة، ولكن حين ننظر في العقوبات التي طبقت كما وكيفًا ونقارنها بحياة الناس نشاهد ندرتها وقلتها مما يجعلها طرفًا في إثبات إيجابية النظام الإسلامي ورفعته.
إن المسلم مطالب حين يلتزم الإسلام بتحقيق ذاته، والاعتزاز بما التزم به، والتمسك بكل ما يؤمر به، والابتعاد عن كل ما ينهى عنه، وبذلك تبرز إيجابية الإسلام في حياة الفرد وفي نشاط الجماعة, الأمر الذي يؤدي إلى مساهمة هذه الإيجابية في حركة الدعوة إلى الإسلام.
وقد التزم المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما جاءهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وساروا على نمطه بكل دقة، فكانوا خير الدعاة، وخير ما ظهر في أفق الحياة.

[1] سورة المدثر: 38.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 724
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست