اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 710
عاش المسلمون الأُول الإسلام بكافة جوانبه، وبذلك تأسلم المجتمع كله، وصار الإسلام مجسدًا في الحياة.
عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الناس يربيهم بالإسلام، ويطمئن على خلوصهم لله، وصدقهم في الطاعة، فهم بشر يعتريهم ما يعتري سائر البشر، ولذلك كانت ضرورة الاستمرار في التربية ليسكن الإيمان قلوبهم، ويكونوا عونًا لرسول الله في الالتزام والتطبيق، لقد استمر رسول الله يربيهم بالوحي حتى وصلوا إلى الذروة، وأصبحوا مثلا عاليًا للصناعة الربانية.
لقد نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على أسس راسخة، ومن أهم جوانب التنشئة الإسلامية للأمة ما يلي:
1- نشر العدل:
العدل فضيلة تضمن لصاحب الحق حقه بعيدًا عن الظلم والعدوان، وينظر الإسلام إلى العدل نظرة شاملة تعم التشريع كله وبذلك تتضمن كافة العلاقات، والمعاملات الإنسانية سواء أكانت بين المسلمين بعضهم مع بعض، أو كانت بين المسلمين وغيرهم يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [1].
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [2].
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ [1] سورة النساء: 58. [2] سورة المائدة: 8.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 710