responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 698
ويقول تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ، وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [1].
ويقول تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [2].
وتستمر آيات القرآن تترى في وصف الجماعة المؤمنة الأولى التي كونها القرآن الكريم وكونتها السنة معه حتى كانت، وبحق، خير أمة ظهرت على الأرض.
وإن المرء ليتساءل عن سر تفوق هذا النموذج البشري وعن أسباب عجز المسلمين المعاصرين من أن يكونوا مثلهم مع استمرار القرآن وحفظه، وبقاء السنة وتدوينها.
إن الأمة الإسلامية التي كونها رسول الله صلى الله عليه وسلم صورة مثالية رائدة تعاملت مع الواقع وتكونت من الناس، وتعاملت مع فطرة البشر مما يجعلها نموذجًا قابلا للتكوين في كل عصر ومصر لو حاول الناس تتبع خطاها، وسلوك الطريق الذي مرت فيه.
إن عوامل تأسيس الجماعة الأولى موجود حتى الآن، ولذلك نحتاج إلى معرفة الأسباب التي ساعدتهم على التكوين والتنشئة ولم تساعد سواهم أملا في الاحتذاء بهم والسير على طريقتهم.
يبدو والله أعلم أن أسباب استفادتهم تعود إلى ما يلي:
أ- إنهم حينما دخلوا في الإسلام تيقنوا الواقع وعلموا أن الإسلام بيعة منهم لربهم وهم طرف فيها، وعليهم بالإسلام أن يصدقوا الله فيما بايعوه به.

[1] سورة الأنفال: 72.
[2] سورة الأحزاب: 23.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 698
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست