اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 667
ومر صلى الله عليه وسلم برجل يسوق بدنة، فقال: "اركبها، ويلك"!.
قال: إنها بدنة.
قال: "اركبها". وكان يأمر المشاة أن يركبوا على بدنهم.
وطيبته عائشة رضي الله عنها لإحرامه بيدها، وأحرمت وتطيبت، فلما كانوا بالقاحة سال من الصفرة على وجهها، فقال: ما أحسن لونك الآن يا شقيراء.
وكان يصلي بين مكة والمدينة ركعتين أمثالا لا يخاف إلا الله، فلما قدم مكة صلى بهم ركعتين ثم سلم وقال: "أتموا صلاتكم يا أهل مكة فإنا سفر".
وأصبح صلى الله عليه وسلم يوم الأحد بيلملم[1]، ثم راح فتعشى بشرف السيالة[2] وصلى المغرب والعشاء، ثم صلى الصبح بعرق الظبية, بين الروحاء والسيالة، وهو دون الروحاء، ثم نزل الروحاء، فإذا بحمار عقير فقال: دعوه حتى يأتي صاحبه، فأهداه له صلى الله عليه وسلم، فأمر به أبا بكر رضي الله عنه فقسمه بين الصحابة، وقال: "صيد البر لكم حلال إلا ما صدتم أو صيد لكم". ثم راح من الروحاء فصلى العصر بالمنصرف، وصلى المغرب والعشاء بالمتعشى وتعشى به، وصلى الصبح بالأثاية، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج.
ولما انتهى إلى الثنيتين بات بينهما بين كداء وكدى ثم أصبح فاغتسل ودخلها نهار الاثنين من ذي الحجة من أعلاها حتى انتهى إلى باب بني شيبة، فلما رأى البيت رفع يديه، فوقع زمام راحلته فأخذه بشماله، ثم قال حين رأى البيت: "اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة، وزد من عظمه ممن حجه واعتمره تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة وبرًا" [3].
ولما دخل المسجد بدأ بالطواف قبل الصلاة.
وطاف راكبًا على راحلته، فلما انتهى إلى الركن استلمه وهو مضطبع بردائه، وقال: "بسم الله والله أكبر". ثم رمل ثلاثة من الحجر إلى الحجر، وكان يأمر من استلم الركن أن يقول: "بسم الله والله أكبر إيمانًا بالله، وتصديقًا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم". وقال [1] يلملم على مسيرة يومين من مكة عند الطائف، وهو ميقات أهل اليمن. [2] السيالة موضع بين مكة والمدينة. [3] زاد المعاد ج2 ص224.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 667