اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 592
غنمها اليوم قليلة الوالدة.
فقال صلى الله عليه وسلم: "بارك الله لكم في غنمكم، وأكثر والدتها". فسرت هند لما أخبرتها مولاتها بذلك، ورأوا من كثرة غنمهم ووالدتها ما لم يكن قبل ولا قريبًا منه.
وكانت هند تقول: هذا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وبركته.
وأتته إحدى نساء بني بكر، إما خالة أو عمة، بهدية طعام وهو بالأبطح فعرفها ودعاها إلى الإسلام فأسلمت، وسألها عن حليمة السعدية فأخبرته بوفاتها رضي الله عنها فذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم.
وقالت له: أخواك وأختاك محتاجون فأمر لهم صلى الله عليه وسلم بكسوة وجمل ومائتي درهم.
فقالت: نعم والله المكفول كنت صغيرًا، ونعم المرء كانت كبيرًا، عظيم البركة.
وأخذ أهل مكة ومن يقدم عليهم يأتي إليه صلى الله عليه وسلم يبايعه، ويسأله حاجته، ويتعلم ما يحتاج إليه في أمور دينه الذي آمن به.
وكان صلى الله عليه وسلم يذكر أهل مكة بما منّ الله عليهم بالإسلام، ويعرفهم بضلال ما كانوا فيه ليزدادوا إيمانًا، ولتشتد براءتهم مما كانوا فيه قبل الهدى والرشاد.
من ذلك قوله لعثمان بن طلحة حين أتى به ليعطيه مفتاح الكعبة: "ألم أقل لك يا عثمان لعلك سترى هذا المفتاح يومًا بيدي أضعه حيث شئت"؟.
فقال: بلى أشهد أنك رسول الله.
وعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بعد فتحها مدة تقع بين اثني عشر وعشرين يومًا على اختلاف الروايات, انطلق خلالها لتطهير مكة وحواليها من كافة صور الأصنام والأوثان على كثرتها وتنوعها, كما قام انطلاقًا من مكة بغزوتي حنين والطائف، وبذلك أسلمت الجزيرة كلها[1]. [1] راجع في أحداث الفتح سيرة ابن هشام، والطبقات، والمغازي، وزاد المعاد، وإمتاع الأسماع والبداية والنهاية ... إلخ.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 592