اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 501
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية يرد من جاءه من الرجال، ولا يرد من جاءه من النساء، فلما قدم أخواها الوليد، وعمارة، ابنا عقبة بن أبي معيط وقالا: يا محمد فِ لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه.
فقال صلى الله عليه وسلم: "قد نقض الله ذلك، فانصرفا إلى مكة، فأخبرا قريشًا، فلم يبعثوا أحدًا ورضوا بأن تحبس النساء".
ويقال: إن أميمة بنت الأنصاري من بني عمرو بن عوف، كانت تحت حسان بن الدحداح أو ابن الدحداحة وهو يومئذ مشرك، ففرت من زوجها بمكة، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد الإسلام، فهم صلى الله عليه وسلم أن يردها إلى زوجها، حتى أنزل الله تعالى: {فَامْتَحِنُوهُنَّ} فامتحنها صلى الله عليه وسلم وعلم إيمانها، فأبقاها في المدينة ثم زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سهل بن حنيف، فولدت له عبد الله بن سهل.
ثامنًا: فراق الكافرات
منع الله تعالى إعادة المسلمات إلى المشركين، وحرم على المسلمين الإبقاء على الزوجات الكافرات، مع المعاملة بالمثل فيما أنفقوا، فلهم أن يأخذوا ما أنفقوا، وعليهم ان يدفعوا للمشركين ما بذلوا.
ولما أنزل الله تعالى قوله: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} طلق عمر بن الخطاب امرأتين له هما: قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة، فتزوجها معاوية بن أبي سفيان، والأخرى أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب الخزاعية فتزوجها أبو جهم بن حذيفة، وطلق عياض بن غنم الفهري أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب، فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي، فولدت له عبد الرحمن بن أم الحكم، وكلهم يومئذ مشرك.
ولم يعلم أن امرأة من المسلمين لحقت بالمشركين مع وضوح الحكم، وإعطاء النسوة الحرية في الاختيار.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 501