responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 448
وزلزلهم" [1].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من الغزو، أو الحج، أو العمرة، يبدأ فيكبر ثلاث مرار، ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وله الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" [2].
دعا النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين لأنهم شغلوا المسلمين عن صلاة العصر، وهي الصلاة الوسطى فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: "ملأ الله عليهم بيوتهم، وقبورهم نارًا، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس" [3].
ولم يكن اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه مقتصرًا على ميدان المعركة عند الخندق، بل رأيناه صلى الله عليه وسلم يهتم بنساء المسلمين وذراريهم، فلقد كلف فريقًا بحراستهم، والدفاع عنهم، وكان دائم الحذر من بني قريظة: حينما خافهم على نساء المسلمين وأبنائهم.
وكان صلى الله عليه وسلم كثير المشاورة لأصحابه فلقد أخذ برأي سلمان في حفر الخندق، وحينما فكر في إعطاء بني غطفان ثلث ثمار المدينة على أن يتركوا قريشًا ويرجعوا أخذ برأي الأنصار، ونزل على رأيهم حين رفضوا ما اتفق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخلال الغزوة تعلم المسلمون أحكام الصلاة إذا فات وقتها لعذر، فلقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأذن وأقام للظهر، وأقام بعد ذلك لكل صلاة إقامة، فصلى كل صلاة كأحسن ما كان يصليها في وقتها وبذلك كان للفوائت آذان واحد، وإقامة لكل صلاة[4].
وهكذا عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الأحزاب، قائدًا للمسلمين، وداعيًا إلى الله تعالى، ومعلمًا حكيمًا، ومرجعا في الحكم والتشريع، وكان قدوة صالحة للمسلمين كما هو شأنه صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة.

[1] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الخندق ج6 ص327.
[2] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الخندق ج6 ص328.
[3] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الخندق ج6 ص326.
[4] في البخاري ومسلم أن المسلمين فاتتهم صلاة العصر، وفي الموطأ فاتتهم صلاة الظهر، والعصر، وفي مسند أحمد فاتتهم صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.
وطرق الجمع بين هذه الروايات أن غزوة الخندق استمرت أيامًا فكان هذا في يوم، وذلك في يوم آخر ... إلخ.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست