اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 424
أولا: وقت الغزوة
تعرف غزوة الأحزاب بغزوة "الخندق" لأنها الغزوة الوحيدة التي حفر فيها المسلمون خندقًا يفصل بينهم وبين أعدائهم.
يروي ابن إسحاق أن هذه الغزوة حدثت في شهر شوال من العام الخامس الهجري ونص على ذلك غير واحد من العلماء كعروة بن الزبير، وقتادة، والبيهقي، والذهبي، وابن القيم, وقال آخرون: إنها وقعت في شوال سنة أربع للهجرة مستدلين بحديث ابن عمر رضي الله عنه الذي قال فيه: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم "أحد" وأنا ابن أربع عشرة سنة فردني، وعرضت عليه يوم "الخندق" وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني"[1].
ولا خلاف بين الرأيين في الحقيقة؛ لأن مرادهم أنها كانت بعد مضي أربع سنوات كاملة وقبل استكمال السنة الخامسة، وأن حديث ابن عمر يشير إلى أنه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في "أحد" وهو في أول الرابعة عشرة، وعرض يوم "الأحزاب" وهو في نهاية الخامسة عشرة ويمكن فهم قول ابن عمر رضي الله عنه على أنه في يوم الخندق بلغ سن القتال وتجاوز عمره الخامس عشرة ولو بأكثر من سنة.
ومن المعلوم أن غزوة بني قريظة كانت بعد الخندق مباشرة، والجمهور يرى أن الخندق كانت في اليوم السابع من ذي القعدة في السنة الخامسة فدل ذلك على أن الأحزاب كانت في الخامسة كذلك.
ولا شك أن المشركين لما انصرفوا من "أحد" واعدوا الرسول بدرًا في العام القابل فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى "بدر" بعد عام من "أحد" وجاء أبو سفيان مع قريش في شعبان من العام الرابع، إلا أنه رجع إلى مكة لجدب ذلك العام كما زعموا، وهذا يؤيد أن "الأحزاب" لم تقع في العام الرابع لأن كفار مكة بعد رجوعهم لضعفهم ما كان لهم أن يأتوا إلى المدينة بعد شهرين من رجوعهم وضعفهم الذي تعللوا به[2]. [1] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الخندق ج6 ص319. [2] زاد المعاد ج3 ص270.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 424