responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 400
أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا[1] وأخذ يقول:
لقد أجمع الأحزاب حولي وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
وقد قربوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنع
إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي ... وما أرصد الأحزاب لي عند مضجعي
فذا العرش صبرني على ما يراد بي ... فقد بضعوا لحمي وقد يأس مطعمي
وقد خيروني الكفر والموت دونه ... فقد ذرفت عيناي من غير مجزع
وما بي حذار الموت إني لميت ... وإني إلى ربي إيابي ومرجعي
ولست أبالي حين أقتل مسلمًا ... على أي شق كان في الله مضجعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
فلسلت بمبد للعدو تخشعًا ... ولا جزعًا إني إلى الله مرجعي
ولما صلبوه، وأرادوا قتله قال له أبو سفيان: أيسرك أن محمدًا عندنا نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟
فقال: لا والله ما يسرني أني في أهلي وأن محمدًا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه ثم صلبوه ووكلوا به من يحرس جثته، فجاء عمرو بن أمية الضمري، فاحتمله بخدعة ليلا فذهب به فدفنه، وكان الذي تولى قتل خبيب هو عقبة بن الحارث[2].
وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية فقتله بأبيه أمية بن خلف[3].
وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان عاصم قتل عظيمًا من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر "الزنابير" فحمته من رسلهم فلم يقدروا منه على شيء، وكان عاصم أعطى الله عهدًا أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركًا، وكان عمر لما بلغه خبره يقول: يحفظ الله العبد المؤمن بعد وفاته كما يحفظه في حياته[4].

[1] قال السهيلي: وإنما صارت سنة لأنها فعلت في زمنه صلى الله عليه وسلم واستحسنت من صنيعه، وقد صلاها زيد بن حارثة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، كما صلاها حجر بن عدي بن الأدبر حين حمل إلى معاوية من العراق، ومعه كتاب زياد ابن أبيه يشهد عليه أنه خرج عليه، وأراد خلعه، وفي الكتاب شهادة جماعة من التابعين منهم الحسن، وابن سيرين، فلما دخل حجر بن عدي على معاوية قال له: السلام عليك يا أمير المؤمنين.
قال معاوية: أوأنا للمؤمنين أمير؟ ثم أمر بقتله، فصلى ركعتين قبل قتله يرحمه الله وقد عاتبت عائشة معاوية في قتله، فقال: إنما قتله من شهد عليه، ثم قال: دعيني وحجرًا، فإني سألقاه على الجادة يوم القيامة.
قالت: فأين ذهب عنك حلم أبي سفيان؟ قال: حين غاب مثلك من قومي "الروض الأنف ج3 ص235".
[2] السيرة النبوية ج2 ص173.
[3] السيرة النبوية ج2 ص172.
[4] صحيح البخاري ك المغازي باب غزوة الرجيع ج1 ص310-312، زاد المعاد ج3 ص244-246.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست