responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 358
يقول ابن إسحاق: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما بلغني- يلتمس حمزة بن عبد المطلب وجعل يقول: "ما فعل عمي"؟. ويكرر ذلك، فخرج الحارث بن الصمة يلتمسه فأبطأ، فخرج علي فوجد حمزة ببطن الوادي مقتولا، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فخرج يمشي حتى وقف عليه فوجده قد بقر بطنه عن كبده، ومثل به، فجدع أنفه، وأذناه، فنظر إلى شيء لم ينظر إلى شيء قط كان أوجع لقلبه منه، ونظر وقد مثل به.
فقال صلى الله عليه وسلم: "أحتسبك عند الله رحمة الله عليك يا عمي، فإنك كنت كما علمتك فعولا للخير، وصولا للرحم، ولولا حزن من بعدي عليك، وتكون سبة من بعدي لتركتك، حتى تحشر في بطون السباع، وحواصل الطير" [1].
ثم قال صلى الله عليه وسلم لمن حوله: "أبشروا جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة مكتوب في أهل السماوات السبع، حمزة بن عبد المطلب أسد الله، وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم".
وقال صلى الله عليه وسلم: "لئن أظهرني الله تعالى على قريش في موطن من المواطن لأمثلن ثلاثين رجلا منهم" [2].
فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا: والله لئن ظفرنا الله تعالى بهم يومًا من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب, وفي توعده صلى الله عليه وسلم وتوعد أصحابه لكفار مكة مخالفة للعقوبة الشرعية المقررة، ولذلك نزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف عند أحد بعد مقالته بخواتيم سورة النحل وفيها يقول الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [3].
فكفر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وأمسك عن الذي أراد وصبر، وفعل أصحابه مثل ما فعل[4] يقول ابن إسحاق أيضًا: وأقبلت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها لتنظر إلى حمزة وكان أخاها لأمها وأبيها، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تراه، فقال صلى الله عليه وسلم: "المرأة. المرأة".

[1] أسباب النزول للنيسابوري ص164.
[2] سيرة النبي ج2 ص96، بغية الرائد ج6 ص173 وفيه: سبعون بدل ثلاثين.
[3] سورة النحل: 126.
[4] أسباب النزول ص164.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست