اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 345
ولما تصفح أبو سفيان القتلى قال: ما نرى مصرع محمد؟ كذب ابن قميئة.
ولقي أبو سفيان خالد بن الوليد فقال: هل تبين عندك قتل محمد؟
قال خالد: رأيته قبل قليل في نفر من أصحابه، مصعدين في الجبل.
قال أبو سفيان: هذا حق، كذب ابن قمئة، زعم أنه قتله[1].
وهنا تغير الأمر ثانية وانكسرت شوكة الحماس القرشي وفترت حدتهم، وثبتت فئة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ المسلمون يفيئون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتماسكت قوتهم، وتمكنوا من الصمود حتى انتهت المعركة. [1] المغازي ج[1] ص236، 237.
المرحلة الثالثة للقتال الصمود الإسلامي:
أدت مخالفة الرماة للأوامر التي تلقوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى انكسار الجيش الإسلامي وتفكك صفوفه، وفرار المسلمين إلى الجبل في كل جوانبه.
ولما انكشف المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق منهم معه صلى الله عليه وسلم إلا نفر يسير، ولم يبق للمسلمين لواء قائم ولا فئة ثابتة، وأخذت خيل المشركين تجوسهم مقبلة ومدبرة، في جنبات الوادي، وتجمع المشركون، يلتقون ولا يتفرقون، ما يرون أحدًا من الناس يردهم بعدما فر المسلمون، وصعدوا إلى الجبل، وقد استشهد من المسلمين من أكرمه الله تعالى بالشهادة ولولا ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته لكانت النكسة الماحقة، ولوقعت الهزيمة التي لا انتصار بعدها.
روى البيهقي عن المقداد بن عمرو رضي الله عنه قال: أوجع المشركون والله فينا قتلا ذريعًا، ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نالوا، ألا والذي بعثه بالحق ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم شبرًا واحدًا، وإنه لفي وجه العدو، ويفيء إليه طائفة من أصحابه مرة، وتفترق عنه مرة، فربما رأيته قائمًا يرمي عن قوسه ويرمي بالحجر حتى تحاجزوا، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصابة ثبتت معه[1].
وقال محمد بن عمر: ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانه، ما يزول قدمًا واحدًا بل وقف في [1] المغازي ج1 ص204.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 345