اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 263
وقد بلغ عدد الذين خرجوا مع رسول الله ثلاثمائة وخمسة عشر رجلا، أغلبهم من الأنصار مع أنهم كانوا يعلمون أن الإذن بالقتال لم يكن لهم[1].
وجملة من خرج من المهاجرين أربع وثمانون صحابيًا، ومن الأوس واحد وستون ومن الخزرج مائة وسبعون.
5- الجيش الإسلامي في رعاية الله:
أرض وادي بدر رملية ناعمة، تؤذي من يسير عليها، ويتحرك فوقها، وقد شعر المسلمون بالتعب لطول السفر، وعدم النوم، وسيطر عليهم قلق الانتظار والترقب. وهنا تحوطهم رعاية الله تعالى فينزل عليهم المطر، وتتلبد الأرض، ويسهل عليهم السير ويغشاهم نعاس ألقاه الله عليهم لتهدأ خواطرهم، ويذهب تعبهم وذلك من فضل الله عليهم يقول الله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [2].
وقد احتلم عدد من الصحابة فلما أصبحوا وجدوا الماء فاغتسلوا وتطهروا، وبذلك دخلوا المعركة أطهارًا، ناجين من رجس الشيطان، ثابتي الأقدام، مطمئني القلوب.
ومكث الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الليلة في صلواته، ودعائه ليصبح على يوم اللقاء والمعركة وهو يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة حيث كان نصر الله تعالى.
وفي صباح يوم الجمعة تراءى الجمعان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها، تحادك، وتكذب رسولك، اللهم نصرك الذي وعدتني، اللهم أحنهم الغداة" [3].
وعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوف المسلمين، وبينما هو يعدلها وقع أمر عجيب، قد كان في يده قدح يعدل به، وكان "سواد بن غزية" خارجًا عن الصف فدفع النبي صلى الله عليه وسلم [1] صحيح البخاري كتاب المناقب باب عدة أصحاب بدر ج6 ص239. [2] سورة الأنفال: 11. [3] سيرة النبي ج1 ص621، زاد المعاد ج3 ص176.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 263