اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 252
المبحث الرابع: غزوة بدر الكبرى
مدخل
...
المبحث الرابع: غزوة بدر الكبرى
تعرف غزوة "بدر"[1] بأنها الغزوة الكبرى في الإسلام مع أنها كانت قليلة العدد بالنسبة لمن اشترك فيها، وبالنسبة لآثارها المادية ومع ذلك فهي الغزوة الكبرى لنتائجها المعنوية، وتأثيرها في العرب، وفي العالم كله.
وقعت غزوة "بدر" هذه في شهر رمضان من العام الثاني للهجرة.
لقد تصور العرب وغيرهم أن المسلمين ضعاف لا يقدرون على المواجهة، وأنهم خرجوا من مكة هربًا من قوة المكيين، وأن الإسلام سيبقى معزولا مع أصحابه في المدينة المنورة.
ولم تغير السرايا والغزوات التي وقعت قبل غزوة بدر هذا التصور تمامًا لانتهائها جميعًا بلا قتال، واستمر الأمر على ذلك حتى وقعت الغزوة، وتغير كل شيء، تغيرت المفاهيم، وتغيرت التصورات، وانمحت كل الآمال التي صنعها الكفار افتراء وكذبًا، وبدأ عهد جديد للدعوة إلى الله تعالى ولهذا كانت بدر هي الغزوة الكبرى.
وحين نتناول الغزوة بالدراسة أرى ضرورة دراسة ما يلي:
1 "بدر" اسم بئر حفرها رجل من غفار اسمه بدر، وقيل هو بدر بن قريش الذي سميت قريش به، وهي على بعد مائة ميل جنوب المدينة في طريق الذاهب إلى مكة وهي قريبة من ساحل البحر وسميت بدرًا لتمامها وكمالها. "معجم البلدان ج1 ص357".
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 252