اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 20
ومنها "طيبة" يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها طيبة" [1].
ولها أسماء أخر أشهرها الإيمان، والجائرة، والمنورة، والمحبوبة، والقاصمة، والبارة، والحرم، والخيرة، وقد عد صاحب السيرة الشامية للمدينة خمسة وتسعين اسمًا[2].
وأسماء المدينة في الإسلام مشتقة من صفاتها، وخصائصها ونظرًا لانتفاء صفاتها الجاهلية فإنه يكره شرعًا تسميتها بما كان لها في الجاهلية من أسماء وعلى رأسها يثرب.
روى الإمام أحمد ومالك والشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد" [3]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سمى المدينة بيثرب فليستغفر الله، هي طابة، هي طابة، هي طابة" [4].
وقد التزم السلف أسماءها الجديدة وكرهوا تسميتها بيثرب، يقول ابن عباس رضي الله عنه:
"من قال يثرب فليستغفر الله ثلاث مرات"[5].
ويقول عيسى بن دينار: "من سمى المدينة يثرب كتب عليه خطيئة"[6].
وبهذا جزم العلامة كمال الدميري، ونظم رأيه شعرًا فقال:
ومن دعاها يثربًا يستغفر ... فقوله خطيئة لتنظر
وسبب الكراهة ما في كلمة يثرب من دلالة على السوء أيا كان اشتقاقها فإن كان اشتقاقها من الثرب فمعناها الفساد، وإن كان اشتقاقها من التثريب فمعناها العقوبة، والمؤاخذة بالذنب، وكلا المعنيين لا يليق بالمدينة، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن دائمًا، ولذلك سماها طابة، وطيبة وأقر سائر أسمائها الحسنة. [1] صحيح البخاري ج3 ص274 ط الأوقاف. [2] انظر سبيل الهدى والرشاد ج3 ص414-427. [3] صحيح البخاري كتاب الحج ج3 ص274. [4] الكشف الإلهي للطرابلسي، وفي صحيح البخاري "هي طابة" ج1 ص275. [5] الفوائد المجموعة للشوكاني، الدرر ج5 ص188. [6] سبل الهدى والرشاد ج3 ص427.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 20