اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 191
فقال صلى الله عليه وسلم: "بلى بعينيه بياض".
فقالت: لا والله.
فقال صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد إلا بعينيه بياض". يريد البياض المحيط بالحدقة.
ومن ذلك ممازحته للمرأة العجوز التي جاءته ترغب في الجنة، يروي الترمذي بسنده عن الحسن البصري رضي الله عنه قال: أتت عجوز النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يدخلني الجنة.
فقال صلى الله عليه وسلم: "يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز". فولت وهي تبكي.
فقال صلى الله عليه وسلم: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز" [1]. والله تعالى يقول {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا} [2].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يبتسم في وجوه أصحابه حين يلقاهم، وفي حديثه إليهم، تلطفًا بهم، ومؤانسة لهم.
يقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم[3].
وروى الترمذي وغيره عن هند بن أبي هالة في حديثه يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب الغمام، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم كان يضحك ضحكًا حسنًا، كاشفًا عن سن مثل حب الغمام -وهو البرد- في البياض والصفاء والبريق[4].
وعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسمًا وكان صلى الله عليه وسلم يضحك أحيانًا حتى تبدو نواجذه[5]. [1] سنن الترمذي. [2] سورة الواقعة: 35-37. [3] الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج8 ص78. [4] سنن الترمذي. [5] الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج8 ص78.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 191