اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 185
ومن تدبر صفة نومه ويقظته صلى الله عليه وسلم وجده أعدل نوم وأنفعه للبدن، فإنه كان ينام على الفراش تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة، وكان له بساط ينام عليه بعد أن يثنيه ثنيتين، وكانت وسادته جلدًا حشوها ليف، وإنه كان ينام أول الليل ويستيقظ النصف الثاني لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} .
فيحمد الله تعالى ويكبره، ويدعوه، ويستاك، ثم يقوم إلى وضوءه، ثم يقف للصلاة بين يدي ربه عز وجل خاشعًا، راهبًا، متدبرًا.
وقد حدد الله عز وجل أوقات النوم في اليوم والليلة التي يجب فيها الاستئذان إذ قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [1].
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم النوم وقت القيلولة[2].
- عن أنس رضي الله عنه قال: إن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعًا[3] فيقيل عندها على ذلك النطع[4].
- وعن أنس قال: قال صلى الله عليه وسلم: "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل" [5].
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك يخبرنا بأن هذا وقت لا تهدأ فيه الشياطين، بل تزداد ثورة في وقت الظهيرة، لأنها خلقت من نار السموم، فمن المستحب أن ننام، ونريح جسدنا في وقت القيلولة، حتى نستعد لقيام الليل، وكان هذا دأبه، وعمله، صلى الله عليه وسلم حتى [1] سورة النور: 58. [2] القيلولة: وقت الظهيرة. [3] نطعًا: بساط من الجلد. [4] صحيح مسلم بشرح النووي. ك الفضائل ج5 ص184 الشعب. [5] قال الألباني في الجامع: رواه الطبراني وأبو نعيم بسند حسن. حديث رقم 4431.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 185